قَضَيتَ قَضاءً في الخِلافَةِ ثابِتاً
مِبيناً فَقَد أَسمَعتَ مَن كانَ ذا عَقلِ
فَمَن ذا الَّذي يَرجو الخِلافَةَ مِنهُمُ
وَقَد قُمتَ فيهِم بِالبَيانِ وَبِالفَصلِ
وَبَيَّنتَ أَن لا حَقَّ فيها لِخاذِلٍ
تَرَبَّصَ في شَكٍّ وَأَشفَقَ مِن مَثلِ
وَلا لِاِمرِئٍ آتى المُضِلّينَ بَيعَةً
رَأى الحَربَ أَبدَت عَن نَواجِذِها العُصلِ
وَمَدَّ يَداً مِنهُ لِبَيعَةِ خاسِرٍ
وَما المُكسِدُ المَغبونُ كَالرابِحِ المُغلي
وَعانَدَ لَمّا أَن رَأى الحَربَ شَمَّرَت
عِنادَ الخَصِيِّ الجَونِ صَدَّ عَنِ الفَحلِ
فَما بالُ أَقوامٍ بَدا الغِشُّ مِنهُمُ
وَهُم كُشُفٌ عِندَ الشَدائِدِ وَالأَزلِ
يُداوُونَ مِن قَرحٍ أَدانيهِ قَد عَتا
عَلى الداءِ لَم تُدرَك أَقاصيهِ بِالفُتلِ
وَقَد كانَ مِمّا قَد تَلَوا مِن حَديثِهِم
شِفاءٌ وَكانَ الحِلمُ يَشفي مِنَ الجَهلِ
وَإِلّا فَإِنَّ المَشرِفِيَّةَ حَدُّها
دَواءٌ لَهُم غَيرَ الدَبيبِ وَلا الخَتلِ
أَوِ النَفيُ حَتّى عَرضُ أَرضٍ وَطولُها
عَلَيهِم كَبَيتِ القَينِ أُغلِقَ بِالقَفلِ
وَقَد خَذَلوا مَروانَ في الحَربِ وَاِبنَهُ
أَباكَ وَأَدلَوا فيهِما مَعَ مَن يُدلي
وَكانا إِذا ما كانَ يَومُ عَظيمَةٍ
حَمولَينِ لِلأَثقالِ في الأَمرِ ذي البَزلِ
فَصَلّى عَلى قَبرَيهِما اللَهُ إِنَّما
خَلائِقُهُ مِنها عَلى سُنَّةِ الرُسلِ
فَفُزتَ بِما فازا بِهِ مِن خِلافَةٍ
وَزِدتَ عَلى مَن كانَ قَبلَكَ بِالحَصلِ
بِعافِيَةٍ كانَت مِنَ اللَهِ جَلَّلَت
مَشارِقَها أَمناً إِلى مَغرِبِ الأُملِ