مَكانَ اِبنِها إِذ هاجَني بِعُوائِهِ
عَلَيها وَكانَت مُطمَئِنّاً ضَميرُها
لَكانَ اِبنُها خَيراً وَأَهوَنَ رَوعَةً
عَلَيها مِنَ الجُربِ البَطيءِ طُرورُها
دَوامِعَ قَد يُعدي الصِحاحَ قِرافُها
إِذا هُنِئَت يَزدادُ عَرّاً نُشورُها
وَكانَ نُفَيعٌ إِذ هَجاني لِأُمِّهِ
كَباحِثَةٍ عَن مُديَةٍ تَستَثيرُها
عَجوزٌ تُصَلّي الخَمسَ عاذَت بِغالِبٍ
فَلا وَالَّذي عاذَت بِهِ لا أُضيرُها
فَإِنّي عَلى إِشفاقِها مِن مَخافَتي
وَإِن عَقَّها بي نافِعٌ لَمُجيرُها
وَلَم تَأتِ عيرٌ أَهلَها بِالَّذي أَتَت
بِهِ جَعفَراً يَومَ الهُضَيباتِ عيرُها
أَتَتهُم بِعيرٍ لَم تَكُن هِجَرِيَّةً
وَلا حِنطَةَ الشَأمِ المَزيتِ خَميرُها
وَلَم تُرَ سَوّاقينَ عيراً كَساقَةٍ
يَسوقونَ أَعدالاً يَدِبُّ بَعيرُها
إِذا ذَكَرَت زَوجاً لَها جَعفَرِيَّةٌ
وَمَصرَعَ قَتلى لَم تُقَتَّل ثُؤورُها
تَبَيَّنُ أَن لَم يَبقَ مِن آلِ جَعفَرٍ
مُحامٍ وَلا دونَ النِساءِ غَيورُها
وَقَد أَنكَرَت أَزواجَها إِذ رَأَتهُمُ
عُراةً نِساءٌ قَد أُحِرَّت صُدورُها
إِذا ذُكِرَت أَيّامُهُم يَومَ لَم يَقُم
لِسَلَّةِ أَسيافِ الضَبابِ نَفيرُها
عَشِيَّةَ يَحدوهُم هُرَيمٌ كَأَنَّهُم
رِئالُ نَعامٍ مُستَخَفٌّ نَفورُها
عَشِيَّةَ لاقَتهُم بِآجالِ جَعفَرٍ
صَوارِمُ في أَيدي الضَبابِ ذُكورُها
كَأَنَّهُمُ لِلخَيلِ يَومَ لَقيتَهُم
بِطِخفَةَ خِربانٌ عَلَتها صُقورُها