تعلمت البيداء فسحة صدره

التفعيلة : البحر الطويل

تعلَّمتِ البيداءُ فُسْحةَ صدرهِ

فأدمتْ خفاف اليَعْملاتِ النجائب

وأشبِههُ الطَّوْدُ المُنيفُ رزانةً

فلم يخش من مَرِّ الصَّبا والجنائب

وتابعَ سلْسالُ الفراتِ ودجلةٍ

سجاياه لذَّ طعماً لشاربِ

وكاد السَّحاب الجون يُثجمُ حيثما

رأى جودَ كفَّيه بودْق الرغائبِ

ووَدَّتْ سهام الراشقين مضاءه

اذا شدَّ في اِثر العدو المحاربِ

وقال الضُّحى لما رأى صبح وجهه

لعافيه اني في عِدادِ الغياهبِ

فيالك من صدرٍ تجمَّعَ عندهُ

شتيتُ المعالي من قريبٍ وعازبِ

تقمَّص ملبوسَ الوزارة عالماً

بسرِّ عُلاها من مقيمٍ وذاهبِ

تقمَّصها بالدَّهي والبأسِ ماجِدٌ

حوى المجد ما بين النُّهى والتجارب

فجاء كهنديٍّ جُرازٍ تزيدهُ

يدُ القيْنِ اِرهافاً لهتْك الضرائب

تَؤودُ قوى أتباعِهِ عَزماتُه

فأكْفاهمُ مُستهدفٌ للمعاتبِ

اذا عجزوا عن أمره نهضت به

ضِرامةُ مطرور الغِرارين قاضبِ

يهونُ عليه الفقرُ اِلا من العُلى

ويعلمُ أنَّ الحمدَ خيرُ المكاسبِ

فلا بُلْغَةٌ اِلا لطُعْمةِ ساغِبٍ

ولا عِزَّةٌ اِلا لنُصرةِ صاحبِ

أعادَ له الأحرارَ عُبْدانَ طاعةٍ

لِما عمَّهُمْ من بِشْرهِ والمواهبِ

فَظلَّ أبيُّ القومِ بعدَ تَعَزَّزٍ

يرى لَثْمَ نعليهِ أجَلَّ المراتبِ

أبو جعفرٍ غَرْسُ الخِلافةِ مُص

طفى الاِمامة مجموعُ العُلى والمناقبِ

يسرُّ تميماً وهو من قد علمتمُ

وتمكُّنه من نجْرها والمنَاسبِ

أعادتْ به الأهْدامَ وهي قشيبةٌ

وهامدُها ذا غُدْنةٍ ومذانبِ

فلا برحتْهُ عِزَّةٌ قَعْسريَّةٌ

تصونُ حِماهُ من طروق النَّوائب


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

كأن القنا والمشرفية بالضحى

المنشور التالي

مرير القوى ماضي العزائم باسل

اقرأ أيضاً