بقيت مطاعا ما تغنت حمامة

التفعيلة : البحر الطويل

بَقيتَ مُطاعاً ما تغنَّتْ حَمامةٌ

وما طُرد الليلُ المُعَسعِس بالفجر

نَوالُك للعافي ودارُكَ للحِمى

وحلمك للجاني وبأسُكَ للنَّصْر

فإنك خِصْبٌ والبلادُ جَديبَةٌ

وإنَّكَ غيثٌ والسماءُ بلا قَطْرِ

وإنك من لطف السَّجايا وفي الرضا

نسيم الصَّبا مرَّت على الرَّفْرفِ الخُضر

وعاصفةٌ تذْرُ والجنادِلَ والحصى

مع السخط لا عن جور حكمٍ ولا شرِّ

وسيفٌ طَريرُ الحدِّ في يدِ باسلٍ

لبيبٍ بغير الحقِّ والعدل لا يفْري

فإن رهبَتْكَ البيض والسُّمرُ جرأةً

فقد حسدتك النافحاتُ على النَّشْر

أرى منك أوصافاً كِراماً ببعضها

يُنال ويُحْوى للفتى شرفُ الفخر

حَياءً بلا جُبنٍ عَطاءً بلا غِنىً

عُلواً بلا بغْيٍ وَقاراً بِلا كِبْرِ

وزيرٌ يحُلُّ الضيف والجار عندهُ

بأبْلَج غمر الجودِ ذي خُلقٍ غمر

إذا ما خَبَتْ نارُ اليَفاعِ لِرِهْمةٍ

هداهمْ إلى نعْمائهِ وضَحُ البِشْرِ

رواتبُ مدْحي كاثرتْ فيض كفِّه

السَّموح فكان النَّقص من جانب الشِّعْرِ

فاصبح تشكو مِن عُلاهُ فَصاحتي

وإِن كنت فيَّاض الخواطر بالشُّكْر

كشكوى بطيءؤ الخيلِ من شدِّ سابقٍ

حثا التُّرب في وجه البطيء عن الحُضر

أبا جعفرٍ تاجَ المُلوكِ وإِنَّما

أُنادي مُشار الدهر بل شَرف الدهر

هنَتْكَ القوافي الباهِراتُ بلاغَةً

ننامُ كِلانا وهي واخِدةٌ تَسْري

إذا ما أتاكَ المادِحونَ بِذاهِبٍ

أتيتُ بباقٍ خالد الصِّيتِ والذكْر

وإنْ حملوا خَلْطَ النُّحاس إلى الندى

حملتُ إليه خالص الذهب التِّبْرِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

أسد الدين والنداء لغيرا

المنشور التالي

تباريت والشهر الحرام ففقته

اقرأ أيضاً

سوناتا V

أَمسُّكِ مَسَّ الكمان الوحيد ضواحي المكان البعيد على مَهلٍ يطلب النهرُ حصَّته من رذاذ المطرْ ويدنو , رويداً…