تَزهو بِدَولَتِكَ الدُنيا وَتَفتَخِرُ
وَتَقتَضي سَيفَكَ العَليا وَتَنتَظِرُ
وَإِن أَساءَت بِنا الدُنيا وَما اِعتَذَرَت
مِنّا فَإِنَّكَ تُعطينا وَنعَتَذِرُ
أَمّا الكَواكِبُ وَالأَنوارُ شارِقَةٌ
فَتَستَعيرُ سَناهُ حينَ تَستَعِرُ
وَجهٌ نَدى بِشرِهِ مِفتاحُ كُلِّ مُنى
مَرامُها وَعِرٌ أَو قُفلُها عَسِرُ
لِكُلِّ ظامِئَةٍ مِن مائِهِ رَمَقٌ
في كُلِّ داجِيَةٍ مِن وَجهِهِ قَمَرُ
مُستَعظَمُ الخَبَرِ المَسموعِ إِذ ظَفِرَت
عَيني بِطَلعَتِهِ فَاِستُصغِرَ الخَبَرُ
قَد كانَ يَبلُغُ سَمعي مِن مَكارِمِهِ
ما قُلتُ هَيهاتَ أَن يَحظى بِذا بَشَرُ
فَالحَمدُ لِلَهِ حَمداً غَيرَ مُقتَصِرٍ
إِن قَصَّرَ السَمعُ عَمّا نالَهُ النَظَرُ
في كُلِّ سَمعٍ لَهُ مِن شاكِرٍ خَبَرٌ
في كُلِّ كَفٍّ لَهُ مِن آمِلٍ أَثَرُ
وَكُنتُ أَحتالُ أَن أَحظى بِزَورَتِهِ
فَاليَومَ قَد جُمِعَت لي عِندَهُ الخِيَرُ
مَكارِمٌ لا يَنالُ الحَصرُ غايَتَها
فَلا عَجيبٌ إِذا ما نالَني الحَصَرُ
هَذي المَوارِدُ وَالآمالُ وارِدَةٌ
فَليُنسِكَ الصَفوُ مِنها ما جَنى الكَدَرُ
مَوارِدٌ بِبُروقِ البِشرِ قَد مُزِجَت
كَذَلِكَ السُحبُ فيها البَرقُ وَالمَطَرُ
أَبقَت عَلى مائِها أَنوارُ غُرَّتِهِ
يا حُسنَ ما خَفَرَ الإِحسانَ ذا الخَفَرُ