هَلاَّ رَدَدْتَ عَلَى الْعَدُوِّ الْكاشِحِ
وَقَبِلْتَ مِنَ الصَّدِيقِ النَّاصِحِ
الآن حِينَ مَلأتَ قَلْبِي رَغْبَةً
أَعْقَبْتهَا ظُلْماً بِيَأْسٍ قادِحِ
وتَكَلَّفَتْ نَفْسِي إلَيْكَ بِمُنْيَةٍ
أَلْتَذُّها مِثْلَ الزُّلالِ التَّايِحِ
أَبْعَدْتَ ظَنّي بَعْدَ مَا قَرَّبْتَهُ
وَلَسَوْفَ تَذْكُرُ فِي فَسَادِي صالِحِي
ما للإِمامِ تَنَكَّرَتْ أَخْلاَقُهُ
مِنْ قَوْلِ هاجٍ فِي مَكانِ مدَائحِي
فِي كُلِّ يَوْمٍ أَرْتَجي إِنْصافَ مَنْ
يَجْرِي إلَى ظُلْمِي بِقَوْل الْكاشِحِ
جَمْرِي إذَا ما شِئْتَ طافٍ خامِدٌ
وَإذا تَشاءُ فَكَالشِّهابِ الَّلائِحِ
وَالنَّارُ قَدْ يَخْفَى عَلَيْكَ ضِياؤُها
حَتَّى تُحَرِّكها بَنانُ القادِحِ