نعمت الدار للنفيض دارا

التفعيلة : البحر الخفيف

نعمت الدار للنفيّض دارا

قد أقيمت للطالبين منارا

هي دارٌ يَنْتابها ولُد قوم

جعلوا العلم للحياة مَدرارا

نحن قوم نرى المفاخر إلاّ

من طريق العلوم ثوباً مُعارا

ما قصَدْنا بسَلِّنا السيف إلاّ

رَدَّ ليل الجهل المُمِيت نهارا

هل شددنا الرحال في الأرض للأس

فار إلا لنكتُب الأسفارا

كم طَوَينا من قبلُ في طلب العل

م فجاجاً وكم شَقَقْنا بحارا

واقتحمنا لأجله كل هَوْل

وركِبنا لأجله الأخطارا

إنما تصغُر الخُطوب لدى القو

م إذا كانت النفوس كبارا

ولقد هانت النوائب فيه

إذ لبسنا الصبر الجميل شعارا

سل بنا العلم والفنون جميعاً

هل ملكنا بغيرها الأقطارا

سل بنا العدل في جميع الرعايا

هل عَمَرْنا بغيره الأمصارا

سل بنا الغُرّ من كبار المساعي

هل طلبنا بغيرهنّ فَخارا

سل بنا هذه الدماء الدوامي

هل غسلنا بغيرهنّ العِمارا

سل بنا هذه النجوم الدَراري

هل رضينا تحت النجوم قرارا

كم رفعنا للعلم في الأرض بُرجاً

وبنَيْنا له كغُمدان دارا

لا يكن منك في الذي قلت شكٌ

وإذا شئت فانظر الآثارا

يعلم اللّه ذو الجلالة أنا

لسوى اللّه ما رجونا وقارا

إنما هذه المدارس روض

يُنبت المجد والعلا والفَخارا

تَتغذى بها النفوس غِذاء

هو يُنْمي العقول والأفكارا

جلَ فعلاً اكسيرها المتعالي

كيف يَجْلو القلوب والأبصارا

يدخل الناشئون فيها من النا

س نحاساً ويخرجون نُضارا

ربّ نفس كدرهم قد جلاها ال

علم حتى أعادها دينارا

نضُرت هذه المدارس روضاً

من بني القوم مُنبتاً أزهارا

تمنح العاجز الضعيف اقتداراً

موشكاً أن يغالب الأقدار

كانت الناس في القديم عبيداً

وبها اليوم أصبحوا أحرارا

فعليكم فيها بتحصيل علم

يُرغد العيش يُسعِد الأعمارا


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

أن من حاز في العلوم إجازه

المنشور التالي

أخص في العلم إن أردت كمالا

اقرأ أيضاً

بوسى الليالي عقيبة النعم

بُوسَى اللَّيَالي عَقِيْبَةُ النِّعَم وَكُلُّ مَا غِبْطَةٍ إِلَى نَدَمِ مَنْ سَاوَرَتْهُ الخُطُوبُ أَقْصَدَهُ الحَتْفُ وَمَنْ أَغْفَلَتْهُ لَمْ يَرِمِ…