خليلّ هل من منصت فأبثَّه
شجون فتى يشكو الأليم من البَثّ
فأني سئمت العيش في عنفوانه
ويسأم مثلي كلّ محترث حرثي
أقول وليل الغرب ليس بنائم
أما لنيام القوم في الشرق من بعث
لقد جاح هذا الشرق بعد اعتزازه
جوائح أودت منه بالكرش والفَرث
فساء من الإملاق والجهل خُلقه
وصار سمين القوم يَبطِش بالغَث
وعاد هزيلاً مجده متلفّعاً
بسحقٍ دَريس من مفاقَره رَثّ
وهبَت به هوج الرياح فلم تدع
من العلم جذراً فوقه غير مُجتَثّ
أرى غثياناً في النفوس وهل ترى
نفوساً على خُبث المطاعم لا تغثي
فيا قومنا أين المساواة عندكم
فقد طال عنها في مواطنكم بحثي
وأين مواثيق الأخوة إنني
أرى حبلها في كل يوم إلى النكث
إن بصدري للقريض لفَوْرةً
يزيد بها من طول غفلتكم نفثي
أراكم فأهجو ثم أطرق ذاكراً
أوائلكم قبلاً فأندب أو أرثي
وأبكي على المجد الذي كان دونه
على رُكبتَيْه الدهر من خشية يجثي
يقولون إن الأرث في الخلق سُنّةٌ
فهل بطلت في خلقكم سنة الإرث
فهلا ورثتم ثلث ذاك الذي بنوا
من المجد لا لا بل أقلّ من الثلث
فعدتم وقاموا واستكَنْتم وفاخروا
بعزٍّ على وجه البسيطة مُنَبثّ
وما أتعبَ المستنهضيكم فإنهم
يحثّون منكم للعلا غير محتثّ
أما والعلا واهاً لها من ألِيَّةٍ
عدِمت العلا إن بِتّ منها على حنث
لاحتقرن الموت في معرك المُنى
واستُر أفق البأس بارَهَج الكث
وأركب متن الهَول دون لُبانتي
ولست أبالي بالكوارث والكَرْث
وأجري بمُستَنّ الخطوب مشمِّراً
واخبط ليل المزعجات بلا لُبْث
ولولا إبائي إن أخاطب ماجناً
كتبت هجاء الدهر بالقلم الثلث