حي هل يا أخا مصر

التفعيلة : البحر الخفيف

حيّ هل يا أخا مصر

ندّكر خير مدّكر

ندّكر شاعر البشر

خير من قال وافتكر

حيّ هل أيها الملا

نحي ذكرى أبي العلا

شاعر شعره اجتلى

صوراً كلها غرر

شاعر يملأ الفضا

نفسه صعبة الرضى

دونه كلّ من مضى

دونه كل من غبر

هو بالفكر مذ سما

كان من نوره العمى

شاعر الأرض والسما

شارف الشمس والقمر

حلّ في ذروة الأدب

آتياً منه بالعجب

لا تقل شاعر العرب

أنه شاعر البشر

جعل الصدق ديدنا

تاركاً هذه الدنى

أن تناءى أو ادّنى

فهو للحق ينتصر

عبقريّ بشعره

عالميّ بفكره

يعربيّ بنجره

تشرف العرب أن ذكر

جعل الشعر وحيه

موقظاً فيه وعيه

ما ورى فيه وريه

قبله كلّ من شعر

خطّ سفراً به ابتغى

غنية الروح بالرغى

جامعاً أفصح اللغى

حاوياً أكبر العبر

حكّم العقل واجتهد

وتعالى عن الفند

هو في القول ما اعتمد

غير ما ذاق واختبر

شعره شفّ عن دها

ما له فيه منتهى

بنظام هو النهى

وحروف هي الدرر

شعره شعر متقن

فيه شك لموقن

فيه كفر لمؤمن

فيه إيمان من كفر

نفسه وهي ثائره

تركت غير خاسره

كل دنياً وآخره

ونفت كل ما استقر

جعل الحق ذوقه

باذلاً فيه طوقه

شاعر ليس فوقه

شاعر من بني البشر

شاعر الأرض والسما

هو بالفكر مذ سما

أبصر الحق بالعمى

لم يضره عمى البصر

هو بالشعر أن شدا

يتجلّى لك الهدى

مدركاً أبعد المدى

بالمعاني التي ابتكر

جانب الناس واعتزل

قائلاً أنهم همل

شرّهم غير محتمل

خيرهم غير منتظر

دينهم من ريائهم

وهو في أغبيائهم

ليس في أذكيائهم

غير من مان أو مكر

ما بهم غير حاسد

دائب في المكايد

مبتغى كل واحد

منهم الجور أن قدر

كوكب قد توقّدا

في سماء من الهدى

عند ما غمّه الردى

أظلم الجوّ واعتكر

ليس للموت عنده

من تقاريع بعده

أن عرا الحيّ ردّه

فاقد الحسّ كالحجر

فيه يأمن الفتى

كل ما راع أو عتا

لا مصيف ولا شتا

لا نعيم ولا سقر

تجن أسرى ذواتنا

خشية من مماتنا

كم وكم في حساتنا

مبتدأ ماله خبر


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

كان أبو الطيّب امرأ قوله

المنشور التالي

كيف قد حاولوا اغتيالك غدرا

اقرأ أيضاً

تلك الحدوج يراعيهن غيران

تلكَ الحُدوجُ يُراعِيهنَّ غَيْرانُ ودونَهُنَّ ظُباً تَدْمَى وخِرْصانُ مَرَرْنَ بالقارَةِ اليُمْنى فعارَضَها أُسْدٌ تُسارِقُها الألحاظَ غِزْلانُ ينحو الأُجَيْرِعَ…

عبث

ختيارة تحمل كراتين تنكة زيت وسلة تين وشوية لحفة وبطاطين بين الأردن وفلسطين من عام السبعة وستّين والختيارة…