زهرة قد بدت من الأكمام

التفعيلة : البحر الخفيف

زهرة قد بدت من الأكمام

فتجلّى مها الجمال السامي

وتراءت فيها الحقيقة حسناً

لم يدنّسه طائف الأوهام

أن تجريدها من الثوب يحكي

أنفساً جُرّدت من الآثام

هي كانت قبل التجرّد منه

كوكباً غمّ نوره بغمام

أن قدس القداس يغضب من أن

تتوارى وسامة الأجسام

وأشدّ الكفر الذي هو رجز

كفر هذا الجمال بالأهدام

ضلّة جاهلية أنكرتها

رسل الفنّ في هدى الإسلام

أنظر الصورة التي انتزعتها

من يد العري ريشة الرسَام

تلق فيها الجمال يضحك ضحكاً

يمتري الدمع من عيون الغرام

وترى نفسك الكئيبة منها

في سرور مهاجم مترام

أنت منها في نشوة المتحسّي

بنت كرم ولوعة المستهام

منظر يترك الجوانح منّا

في هياج من الهوى وهيام

ويردّ الوجوه مستبشراتٍ

ويرد الثغور ذات ابتسام

يبهج النفس إذ يحرّك منها

وتر الشعر مطرب الأنغام

خلعت ثوبها وأغضت حياءً

فأرتنا خلاعة في احتشام

جلست جلسة الحييّ وأبدت

بالتعرّي بداعة في الوسام

ما احيلى اغضاءة جعلتها

كغريق في لجّة الأحلام

يتعامى عنها الحياء حياءً

ليراها بحيلة المتعامي

لسقوط الرداء عن منكبيها

نهض الفنّ قائماً باحترام

وغدا الحبّ راقصاً بابتهاج

وجرى الشعر شادياً بانسجام

أن هذا الجمال شيء عجيب

حيرة في العقول والأفهام

بين ألوانه وبين قلوب الن

اس جذب ذو مرّة وعرام

هو في الناس صاحب الأمر والنه

ي مطاع في النقض والإبرام

هو نور يضيء في أوجه الحبّ

ويهدي نفوسهم للغرام

أن يشأ فالصغار غير صغار

وعظام الرجال غير عظام


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

هلم إلى ذوق طعم الأدب

المنشور التالي

لو كنت أعبد فانيا في ذي الدنى

اقرأ أيضاً