قد كانت الأغصان مخضرّةً
وكانت الطير بها تسجع
فصارت الأوراق مصفرّةً
تُسقطها الرادة والزعزع
ثم غدت جرداء مزوَرّةً
والغيم أمست عينه تدمع
من أجل هذا المشهد المحزِن
والليل قد طال على من شتا
وصار ليلاً بارداً مظلما
لعلّ هذا الرعد مُذ صّوتا
هرّب منه تلكم الأنجما
علام قد غيّم ليل الشتا
فارتاعت الأنجم مذ غيّما
واحتجبت فيه عن الأعين
والريح من برد الشتا صرصر
والجوّ يبدو عابساً مطرقا
قد حار فيه الترب المعسر
إذ لم يجد فيه له مرفقاً
يا أيها الناس ألا فأذكروا
من كان منكم في الشتا مملقا
وأحسنوا فالفوز للمحسن
أن الشتا أرحم للمعدٍم
منكم وأن أوجعه برده
لأنه بالعارض المسجم
ينبت زرعاً يرتجى حصده
حتى تفوز الناس بالأنعم
مما لهم أنبته جَوده
ويشبع المعدم والمغتني