سيوف لحاظ أم قسيّ حواجب
تريش إلى قلبي سهام المعاطب
وربّ كعاب أقبلت في غلائل
وقد لاح لي منها حليّ الترائب
لها جيد ظبيٍ واعتدال وشيجة
وعين مهاة وائتلاق الكواكب
ولا عيب فيها غير أن أولي الهوى
ينادونها في الحسن بنت العجائب
نضت عن محيّاها النقاب عشيّةً
فأسفر صبح الحسن من كل جانب
ومذ نشرت سود الذوائب أولجت
نهار محيّاها يليل الذوائب
تناسب فيها الحسن حتى رأيتها
تفوق الدمى في حسن ذاك التناسب
مفتّرة الأجفان تدمي بلحظها
قلوب أسود مدميات الكتائب
فلم أنسها واللهّ يوم تعّرضت
لنا بين هاتيك الظباء السوارب
وما كنت أدري ما الصبابة قبلها
ولاهمت يوماً في الحسان الكواعب
فأصبحت فيها ذا غرام ولوعة
ووجد وتهيام وهمّ مواظب
وما الصبر إلاّ غائب غير حاضر
وما الشوق إلا حاضر غير غائب