ذنبي لعبلة ذنب غير مغتفر

التفعيلة : البحر البسيط

ذَنبي لِعَبلَةَ ذَنبٌ غَيرُ مُغتَفِرِ

لَمّا تَبَلَّجَ صُبحُ الشَيبِ في شَعري

رَمَت عُبَيلَةُ قَلبي مِن لَواحِظِه

بِكُلِّ سَهمٍ غَريقِ النَزعِ في الحَوَرِ

فَاِعجَب لَهُنَّ سِهاماً غَيرَ طائِشَةٍ

مِنَ الجُفونِ بِلا قَوسٍ وَلا وَتَرِ

كَم قَد حَفِظتَ ذِمامَ القَومِ مِن وَلَهٍ

يَعتادُني لَبَناتِ الدَلِّ وَالخَفَرِ

مُهَفهَفاتٍ يَغارُ الغُصنُ حينَ يَرى

قُدودَها بَينَ مَيّادٍ وَمُنهَصِرِ

يا مَنزِلاً أَدمُعي تَجري عَلَيهِ إِذ

ضَنَّ السَحابُ عَلى الأَطلالِ بِالمَطَرِ

أَرضُ الشَرَبَّةِ كَم قَضَّيتُ مُبتَهِج

فيها مَعَ الغيدِ وَالأَترابِ مِن وَطَرِ

أَيّامَ غُصنُ شَبابي في نُعومَتِهِ

أَلهو بِما فيهِ مِن زَهرٍ وَمِن ثَمَرِ

في كُلِّ يَومٍ لَنا مِن نَشرِها سَحَر

ريحٌ شَذاها كَنَشرِ الزَهرِ في السَحَرِ

وَكُلُّ غُصنٍ قَويمٍ راقَ مَنظَرُهُ

ما حَظُّ عاشِقَها مِنهُ سِوى النَظَرِ

أَخشى عَلَيها وَلَولا ذاكَ ما وَقَفَت

رَكائِبي بَينَ وِردِ العَزمِ وَالصَدَرِ

كَلّا وَلا كُنتُ بَعدَ القُربِ مُقتَنِع

مِنها عَلى طولِ بُعدِ الدارِ بِالخَبَرِ

هُمُ الأَحِبَّةُ إِن خانوا وَإِن نَقَضو

عَهدي فَما حُلتُ عَن وَجدي وَلا فِكري

أَشكو مِنَ الهَجرِ في سِرٍّ وَفي عَلَنٍ

شَكوى تُؤَثِّرُ في صَلدٍ مِنَ الحَجَرِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

أرض الشربة تربها كالعنبر

المنشور التالي

إذا نحن حالفنا شفار البواتر

اقرأ أيضاً