بدر مجد هل أم بدر سما
أشرقت منه تهاني الأنفس
أم ضيا نجم من الشهب سما
في ربي العلياء شهب الأطلس
كلل البشر أزاهير الثغور
بندى الأفراح وازداد الهنا
وقد افترت من المجد الثغور
عندما اشرق مصباح السنا
وتبدت من صبا نشر الزهور
في رياض العز أرواح المنى
غنت الأطيار لما بسما
طالع البشرى بثغر العس
وعلى كاس الصفا قد نظما
حبب الآمال فاطرب واحتس
يا نديمي قم بنا نحو الرياض
نغتنم طيب أويقات النجاح
فغدير الانس باللذات فاض
وتبدى كوكب الصبح ولاح
وشدا القمري على دوح الغياض
يا ندامى الا من حيوا باصطباح
وانضوا صبح الحميا نجما
من سنا مشرق صافي الأكؤس
وبافق الراح أبدت انجما
من ضيا بهجتها الضؤ كسي
خمرة اضحى لها البدر مدير
بين ندمان التصابي والطرب
فاطرح الاوهام يا خير سمير
واقتبس من حانها نور الحبيب
واجلوا كاسا من يد الظبي الغرير
واطرح عنك علاقات الكرب
تحظ بالنشأة بين الندما
كلما هبت رياح القدس
وامزج الاقداح من خمر لمى
ذلك الساقي بمسك النفس
برزت تجلى على عرش الفرح
بنت كرم فأرتنا العجب
سبكت بالدن اكسير الفرح
فلذا شاهدت فيه اللهب
من رمى فوق قناطير الترح
درهما منه راءه ذهب
قدس الاشراف جاما عندما
ظهرت مثل شعاع القبس
وعلى الصحب أفاضت حكما
لم ينلها أحد بالهوس
بزغت من برج دن بهج
كعروس في يدي خمارها
وصبا القلب بطيب الأرج
حينما فاح شذا عطارها
وردها يشفي غليل المهج
لارتشاف الشهد من أقمارها
فز بها من كف ساق علما
يانع الأغصان حسن الميس
منح الصب غراما حينما
صب يسقي بالجواري الكنس
عاطنيها يا ابن ودي قرقفا
ينسخ الليل ضيا نبراسها
قهوة من ذاقها نال الشفا
وتغنى من صبا أنفاسها
انست قلب نديم قد صفا
مذ تجلت وانجلت في كاسها
قم لدى مشهدها واغتنما
نفحة العرف بجنح الغلس
وادر خمر شهود عصما
نيله عن كل فكر دنس
وبروحي خير ساق عدلا
فرشفنا من ثناياه الزلال
ناشدتنا مقلتاه غزلا
يخطف الالباب بالسحر الحلال
خلته لما تثنى ميلا
خوط بان فوقه لاح الهلال
ضمن الياقوت والدر فما
ضمهُ أبهى عذار سندسي
هتكت وجنتهُ الورد كما
فتكت مقلتهُ بالنرجس
رشأٌ سار بداجي شعرهِ
يستضي من طلعة الوجه الجميل
أسكرتنا من حميا ثغرهِ
شفة تعطي رحيقاً سلسبيل
أصبحت أهل الهوى في أسره
مذ نضا سيفاً من الجفن الكحيل
وعلى العشاق لما حكما
صال فيهم بالعيون النعس
أخذ المهجة والقلب حمى
مقسماً في غيرهم لم يكنسِ
يا رعى اللَه ثنياتٍ زهت
بسنا برق محيّاهُ المنير
هيجتني ريحها لما سرت
من صحارى ذلك المرج النضير
جادها المولى بسحبٍ قد همت
كأيادي الماجد المولى البشير
من بهامي البذل أحيى الكرما
وأمات الفقر والظلم المسي
وأعاد الشعر حيّاً بعد ما
كان قبلاً كالهشيم اليبس
خير شهمٍ ساد في همتهِ
وعلا حزماً على أوج العلى
بشهاب السعد من غرّتهِ
زال ليل الخطيب عنا وانجلى
أصبح الأنعام في روضتهِ
بين عدلٍ ونوالٍ جدولا
وبنى للمجد عزّاً محكماً
ثابت التأسيس لم يندرسِ
واكتسى بدر كمال رقما
بثنا فضلٍ وحلمٍ أنفس
أسدٌ تخشاه آساد الشرى
إن بدا في كفه السيف اليمان
وإذا هز كعوبا اسمرا
وشح الأرض بثوب الأرجوان
هول من عن معهد الحق جرى
وملاذ للذي يبغي الأمان
علم الأيام ترعى الذمما
فاتت مثل ليالي العرس
وعلى السحب افاض النعما
فهمت في سيلها المنبجس
سيد حاز المعالي والهمم
فتسامى العصر فيه وافتخر
من رأى تلك المعالي والشيم
قال هذا ملك بين البشر
طوّق العلياء عقدا من حكم
فغدت تزهو بهاتيك الدرر
ماجد ان جاد خلت الديما
بيد فيها غناء البئس
أو ترأى للأعادي حلما
قرّحت أجفانها بالنعس
شيد العز بانجال السعود
خير أشبال كرام المنتشى
كل شبل منهم يلقى الأسود
قاسم الأعدا إذا الحرب نشا
وخليل الجود ميمون الوجود
بأمين الفضل حدث ما تشا
إن تفز بالربع تنظر كرما
كبدور في صدور المجلس
وبمحمود التهاني رنما
بلبل الأفراح عش وافترس
يا لمولود سعيد المولد
مخبر بالمهد عن جد سعيد
أضحت الأقمار فيه تهتدي
وله قد جعلت عقدا فريد
نادت الجوزاء بالروض الندي
ليتني كنت له مهدا نضيد
أخصبت تلك الروابي همها
واتعزت بالأمير المؤنس
وتهنت حين القى القدما
ووفت خير الدعا بالهجس
قمر في بيت سعد طلعا
فاستنار الكون من باهي الشهاب
بسم النصر له مذ لمعا
من خليل المجد ذي القدر المهاب
اخذ العليا سريرا رصعا
بلالي در حمد مستطاب
جاء محمود خصال فنما
حائزا بالله حسن الحرس
وكساه الله ثوبا معلما
ثوب حفظ فهو ابهى ملبس
يا أميرا ساد في أحكامه
تتهنى بحفيد أشرفا
دم وزد فيه وفي أعمامه
وأبيه وبنيهم رونقا
جادكم ذو اللطف في أنعامه
بدوام الأمن مع طول البقا
وتراهم خير أجداد وما
أنجبوه بثناء مكتسي
زادك الله حبورا كلما
لاح بدر في دياجي الحندس