عوفي الندى والمجد والأدبُ
مذ زال عن رب الثنا الوصب
وأُذيلت الأعراض عن قمرٍ
عن أفق قلبي ليس ينجب
وأضا الحمى من نور غرته
لما انجلى وأُميطت الحجب
وبصحة الجسم الشريف لقد
صح الزمان وأقبل الطلب
ما كنت يا مولاي منحصباً
بل كان في جسم العلى الحصب
لما تكن حماك من دنفٍ
بل شوق فضلٍ فيك يلتهب
عمّ الورى لما شفيت هنا
وأُزيح عن وجه الرضى الغضب
فإلى المكارم من شفاك شفاً
وإلى المعالي الفوز والأدب
وببرك المأمون قد برئت
روح التهاني وانتشى الطرب
فاض الصفا بصفا مزاجك بل
وافى الهنا وتباعد الكرب
لا تخشَ يا هذا الأمين أسىً
فعليك حفظ اللَه منسكب
أرواحنا تفديك من ضررٍ
يا من له العلياء تنتسب
إني يضيرك بالضنا عرضٌ
يا جوهراً تزهو به الرتبُ
أنت الذي كفاك أن سمحت
بالجود منها تخجل السحبُ
السحبُ ماءٌ بذلها أبداً
ويدا نوالك بذلها الذهبُ
ترى حسامك أم يراعك في
يمناك أمضى غالني العجبُ
أفديك من مولى أخي شرفٍ
قد زانه المعروف والنسبُ
ابن السيادةِ والسعادةِ من
قومٍ همُ أهل الوفا النجبُ
بدرٌ من الشهب الكرام بدا
يجلو محيّاً دونه الشهبُ
أبهى أمير قد سما شيماً
يروي شذاها المندل الرطبُ
شهمٌ له عقد الثناءِ حلى
منذ الفطام ودأبُه الأدبُ
لم ينسَ ما نبديه من مدحٍ
لكنهُ ينسى الذي يهبُ
أسدٌ له سمر القنا شهدت
والخيلُ والبيداءُ والقضبُ
رب الفصاحةِ والبلاغةِ ذو
نظمٍ بهِ تتفاخر العربُ
لا زال ذا سلمٍ وذا سلمٍ
ما دامت الأفلاك والحُقُبُ