بدا ينجلي تحت الغلالة والبردِ
غزال غزا قلب المتيم بالقدِ
واطلع خالاً فوق كرسي خدّه
على غرّة يدعو القلوب إلى الوجدِ
فمن ورد خديه ولامي عذاره
لقد بتُ أقرا شرح لامية الوردي
فما صفخة الياقوت تحت زمردٍ
بأحسن من آس العذار على الخدِ
بروحي ممشوق القوام مهفهفاً
يميس فيزري باللدان وبالملدِ
كرّر في وجناته اللحظ والحيا
يدجبها بالأرجوانة والسندِ
إذا لم يكن لي غير تقبيل ثغره
فإني رضيٌّ بالقليل من الشهدِ
فواعجبي اشتاقه وهو حاضرٌ
واسأل عنه وهو يرتع في كبدي
بعصمه الفضي شاهدت صورةً
غداة وضعنا الكف بالكف للعهدِ
فقلت له ماذا تبسم قائلاً
بدا من صفا جسمي خيالك في زندي
أخا الظبي عيناك المراض بصحةٍ
على عرضٍ ترمي الفواد على عمدِ
رويداً أخذت القلب غصباً ألم يكن
لأهل الهوى شرعاً فيحكم بالردِ
متى يشتفي الولهان بزورةٍ
ويجني ثمار الوصل من روضة الوعدِ
لعمرك ان الحب حلو مذاقه
إذا لم يكن مرُّ الفراق أو الصدِ
فكم ليلةٍ قضّيتها بصبابةٍ
سروراً أواخرى بالكآبة والسهدِ
وذقت الهوى من عفتي وتصبري
كما ذقت من بلباله زمن البعدِ
أمرّ الهوى ميل الفتى وهياجه
غراماً وأشواقاً إلى غير ذي ودِ
وأحسن ما في الشعر ما كان صادقاً
كمدح الشهابي البشير أبي المجدِ
أميرٌ سما قدراً وزاد مهابةً
وفاض عباباً بالمروؤة والرفدِ
غدا كفه محيي العفاة بجوده
ومفتي العدا بالسمهرية والهندي
هو الضيغم المقدام والماجد الذي
غدا بين أهل المجد كالعلم الفردِ
الأقل لصرافٍ يعد هباته
متى حصر البحر العرمرم بالعدِ
تراه أوان السلم الطف قائل
ويزأ ريوم الحرب كالأسد الوردِ
فغيث إذا جادت يداه بنائلٍ
وليث إذا سل الحسام من الغمدِ
بذروته العليا شهاب محامدٍ
علا مشرقاً يهدي الوفود إلى الوفدِ
ألا أيها الشهم الذي خضعت له
جباه المعالي والفوارس والأسدِ
وأصبح بالرأي السديد وبالندا
وبالعدل والأقدام فرداً بلا ندِ
أتاك عبيدٌ للهناءِ بخلعة
أتت تنجلي عزا أو طيب الثنا تهدي
يضيءُ محياها البهيج سعادةً
فتبتسم العلياءُ بالشكر والحمدِ
عليها سرورٌ وهي ذات سيادةٍ
وقد ظفرت من حسن لقياك بالقصدِ
فلا زلت تلقاها وتلقاك ما أضت
كواكب أفلاك وهبت صبا نجدِ
ومجدك وضاح وسعدك مشرق
وعمرك ممدودٌ وعيشك ذو رغدِ
ولا برحت في كل عامٍ مؤرخٍ
تزفُّ لكم بالنصر والعز والسعدِ