تجلت لدينا في محاسنها مصر

التفعيلة : البحر الطويل

تجلت لدينا في محاسنها مصرُ

فراق لنا وجه المسرة والبشرُ

ونمت أزاهير الرياض سحيرةً

فأحيى فوادي من حدائقها نشر

تميل على الكثبان أفنان دوحها

يرنحها من فرط نشأتها سكر

ومرجان ماء النيل يرفض جوهراً

تحلت به أفيا زمردها الخضر

روضتها المقياس أصبح قائلاً

عيون المها أين الرصافة والجسر

بها ما تمنته النفوس لأنها

غدت جنةً يجري بها الكوثر الوفر

منازلها عزٌ وأمنٌ رحابها

وأمواهها شهدٌ وساحاتها تبر

حللت بها والدهر يرمي سهامه

فكفت بكفيها الذي رشق الدهر

ومدت لنا بسط المسرات والصفا

لويلاتها الغرا وأيامها الزهر

وأملت علينا من محاسن أهلها

صحائف لا زالت يطالعها الفكر

فطابت أويقات السرور بظلها

وساعات أفراحٍ لعمري هي العمر

نداماي من لبنان دار أحبتي

سقاه الحيا غيثاً وباكره القطر

ولا برحت تلك الظباءُ بروضه

يكحل جفنيها من الحور السحر

وتهتز هاتيك القدود مقلةً

بدور جمال بات يحسدها البدر

ممنعة بين القواضب والقنا

يضرم في أحشاءِ عاشقها الجمر

لا بلغا ذات الجمال بأنني

أسير هواها لا يفارقني الأسر

ولي كبدٌ تصبو إليها وإن نأت

ولم تأتلف صبراً وإن حمد الصبر

أبيت إذا جنَّ الظلام معللاً

فؤادي بذكراها وهل ينفع الذكر

سلا ظبية الوعسا التي فوق ثغرها

خويلٌ له في قلب عاشقها ثغر

ترى علمت ماذا لقيت من الهوى

وهل عندها علمٌ بما فعل الهجر

دهاني النوى لكن حطمت يد النوى

بقرب بجورٍ في أناملهم بحر

بنو البحر إلّا أنهم درر العلى

وأهل الوفا لكن دأبهم البر

وما منهم إلا نبيهٌ مهذبٌ

نراه بديوان اليراع هو الصدر

بجرمانس ساد الحساب وأصبحت

دفاتره الزهراءُ يعشقها الزهر

يريك إذا هزت يراعاً بنانه

عقود جماناتٍ معادنها الحبر

وفاخر يوحنا بإنشائه الصبا

فرقت لألفاظٍ بها انعقد الدر

تود ذؤابات الحسان إذا انتضى

ليكتب سطراً انها ذلك السطر

هما فرقدا أوج اليراعة والنهى

وأبناءُ بيتٍ مهده النظم والنثر

وبدران ضاءا فطنةً وبلاغةً

كما أشرقت حسناً صفاتهما الغر

فلا برحا ربي سعودٍ ولم يزل

يصحح عن فضليهما الخبر الخبر

فلولاهما ما راق انسي ولم تكن

تجلت لدينا في محاسنها مصر


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

لا زلت بالورد مفتونا مدى زمني

المنشور التالي

لقد شرفت إذ قبلت كفا

اقرأ أيضاً