من مجيري من قدّه السمهريّ
أو عذيري بطرفه البابلي
بدر تم يرنو بعيني غزال
ويحيي بحاجب كسروي
عمُّهُ الحسن والهلال أخوه
والتياعي من خاله العنبري
شفتاه عن العذيب روتنا
والثنايا تروي عن الجوهري
اسكن الوجد في الحشاشة لما
جرّ قلبي بلامهِ الذهبي
قام يهتز والمعاطف تثني
غصن بأن تحت القبا السندسيّ
ورمانا من العيون بنبلٍ
يا لنبل يرمى بغير قسيّ
عربيُّ الألحاظ تركي ثغرٍ
معجب في قوامه الفارسي
اسكرتنا عيناه حتى كأنا
قد رشفنا من ريقه الكوثريّ
ما أزاح اللثام إلّا وبتنا
في رياضٍ من وجهه القمري
بين وردٍ من الخدود وآسٍ
من عذارٍ وناظرٍ نرجسيّ
شاكل الخمر خدّه حين وافا
نا بكاسٍ كالمبسم الدريّ
أترى خده تجلى عليها
أم تجلت بخده الورديّ
عاطني الكاس يا مليك فؤادي
واسقنيها من كفك العندميّ
وأدرها صرفاً وان شئت فاسمح
وامزجنها بريقك العسليّ
أن صبح الجبين لاح وغنّت
في رياض الجمال ورق الحلي
يا جميلاً عذاره قيد قلبي
فترفق بصبك العذري
أعذارٌ للحسن أم هو لامٌ
حررتهُ يدُ الفتى البحري
هو ذو الفهم والنباهة يوحنا م
المفدى مولى الحجى الألمعيّ
لوذعيٌّ مهذبٌ ذو خلال
مثل عرف الرياض غب الولي
كاتبٌ تحسد الدراري حروفاً
برأتها بنانهُ من بريّ
اللفاتٌ تزري بقد الغواني
حين تجلى بثوبها الحبريّ
وعيون من المداد يرشن ال
سحر في مقلة الرشا الجؤذريّ
تتمنى سطوره الغيد حلياً
فهي أجلى من سطعها اللؤلؤي
ما صديغٌ على خديدٍ بازهى
من رقيمٍ بطرسه الفضي
جرّ ذيلاً على ابن مقلة لما
جرّ سطراً من المداد السجي
وروى عنه ياقوت وابن هلالٍ
خصهُ الفرد بالجمال البهي
اطلع الحبر في القراطيس دراً
بين دري لفظٍ ومعنى جلي
وأتانا من البديع بنثر
فاق نظم البديع والبحتري
يا لهُ مفرداً توشح مجداً
نال منه طيب الثناءِ الذكي
بسديد الآراء أخجل قيساً
وإياساً أزرى بفكرٍ ذكي
رق لفظاً وراق أنساً ولطفاً
يسترقان كل قلبٍ صفي
فصحاء الأتراك تأخذ عنه
وهو منشي فصاحة العربي
مانع النفس جامع الحمد سمحٌ
مطلق الكف بالنوال الوفي
زاده اللَه رفعةً وقبولاً
ورعاه بعين لطفٍ خفي