ليلة عظيمة في المدينة

التفعيلة : حديث

ها أنتَ الآن ..
سكرانُ في الأزقّـةِ المُظلمة لمدينةٍ ما،
إنه الليلُ، كم أنتَ ضائعٌ، أين صارتْ غرفـتُـكَ؟
.
تدخلُ الحانةَ بحثاً عن نفسكَ
تطلبُ الويسكي الممزوجةَ بالماء
تلعنُ طاولةَ الحانةِ المتّسخة
بعدَ أنْ بـلّـلَـتْ كُـمَّ قميصكَ،

عندما تُـمـزَجُ الويسكي
تفقدُ قـوَّتها،
تطلبُ كأسَ بيرة،
“سيّدةُ الموتِ” تسيرُ نحوكَ
بثوبها الجميل،
تجلسُ قربكَ
تطلبُ لها كأسَ بيرة
وجسدُها يفوحُ برائحةٍ رخيصة،
تلصقُ ركبتَها بركبتكَ
يبتسمُ الساقي ببلاهةٍ
لقد جعلـتَـهُ قلقاً ..
فهو لا يعرفُ إنْ كنتَ شرطياً أو مجرماً أو مجنوناً أو أحمق.

تطلبُ كأسَ فودكا
تسكبُ الفودكا فوق البيرة،
إنها الواحدةُ ليلاً ..
في عالمٍ مرعبٍ ميّت !
.
تسألُها .. كم تقبضُ على الرأس؟
ثم تشربُ كلَّ خمرٍ أمامكَ
ويغدو طعمُهُ .. مثلَ زيتِ المحرّكات.
.
تتركُ “سيّدةَ الموتِ” .. مكانها،
تتركُ الساقي وابتسامته البلهاء .. مكانهما.
.
الآن .. تتذكّـرُ أين تقعُ غرفـتُـكَ
الغرفةُ التي تحوي زجاجةَ نبيذٍ في الخزانة،
الغرفةُ التي ترقصُ فيها أعقابُ السجائر،
الغرفةُ الكاملة .. في “ستارفورد”،
حيثُ ماتَ حـبُّـكَ الأخيرُ
ضاحكاً …


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

كيف حال قلبك؟

المنشور التالي

الراديو ذو الأحشاء

اقرأ أيضاً