أعطنى النايَ وغنّ فالغناء سر الخلود
و أنين الناي يبقى بعد أن يفنى الوجود
هل تخذتَ الغابَ مثلي منزلاً دونَ القصور
فتتبّعتَ السواقي و تسلّقتَ الصخور؟
هل تحمّمتَ بعطرٍ و تنشّفتَ بنور
و شرِبتَ الفجر خمرا في كؤوسٍ من أثير؟
أعطنى الناي وغنّ فالغناء سر الخلود
و أنين الناي يبقى بعد أن يفنى الوجود
هل جلست العصر مثلي بين جفنات العنب
و العناقيد تدلّت كثريّات الذهب
هل فرشت العُشبَ ليلاً و تلحّفتَ الفظا
زاهداً في ما سيأتي ناسياً ما قد مضى؟
أعطني الناي وغنّ فالغنا عدل القلوب
و أنينُ الناي يبقى بعد أن تفنى الذنوب
أعطني الناي وغنّ و انسَ داءً ودوا
إنما الناس سطورٌ كُتِبت لكن بما
أعطنى النايَ وغنّ فالغناء سر الخلود
و أنين الناي يبقى بعد أن يفنى الوجود