صب بلا لوعة ولا كمد

التفعيلة : البحر المنسرح

صب بلا لوعة ولا كمد

يد بلا ساعة ولا عضد

وناظرٍ لا يسح مدمعه

مازجٌ صدق الغرام بالفند

ومشتكى الحب راح يظهر في

التقليد رداً لقول مجتهد

ومن يشب بالسلو صبوته

ضل ولو ضل بالهوى لهدى

أحسن ما في الحبيب لو عقلوا

قتل محب لا بلا قود

فدى الذي راعه النوى فنأى

عن ناظري واستقر في خلدي

يفتر لكن تجلداً عبثاً

خوف رقيب وقد وهى جلدي

واستعبر الطرف بعده فحكى

بذائب الدر جامد البرد

واطلع البدر فوق غصن نقا

فظله ليل شعره الجعد

وحال عن وعده البعاد فما

عاد الكرى ناظري ولم يعد

وهكذا الدهر لست أنكره

إن سرني اليوم ساءني بغد

أشد ما كان من نوائبه

فقد قريب وقرب منفقد

ومهمهٍ يسفه الحليم به

ويذهر الليث فيه بالنقد

جبت مهولاته بذي حالك

قمص مسرودة من الزرد

كأنما الزهر في أواخره

نواظر لا تصح من رمد

قاسمتها الصبر في تكابده

وقاسمتني الخفاء في جسدي

على طمرٌ كأن نواظره

يقرأ ما اضمرت له كبدي

لم ار من قبل متنه جبلاً

طار على اربع من العمد

يقصدني جود من أنامله

لو راسلتها السحاب لم تجد

مهذب ما رأيته غرته

الا محوت الضلال بالرشد

املت من قبله الأنام سدى

وردتهم عن ظما ولم ارد

ينغص الدهر عيشتي نكدا

لديهم والغريب في نكد

حتى تيممته فأقسم من

ابصر أني المقيم في بلدي

وان نعماه بي وقد ظهرت

اشفق من والد على ولد

لا ظفرت مقلتي برؤيته

اننظرت بعده إلى احد

ولا سقيت الغمام عن ظماء

ان امتدت غير راحتيه يدي

يسأل قبل السؤال وافده

عن عاجز في البلاد لم يفد

لخوفه ان يقال ثم فتى

يعيش في دهره بلا رغد

وابن من واعدٍ بلا صلة

من واصل جوده ولم يعد

يا خير من قاد فيلقاً لجباً

ارعن كاليم ظاهر الزبد

كأن فرسانه على سفن

ثارت مجاديفها من العدد

يقدمها السعد حيث يقدمها

أنت ونجح الدباق بالأسد

قليلها اخذٌ كثير عدى

والحزم خير من كثرة العدد

كم رام عليك منك حاسدها

وقاعد من يقوم بالحسد

مواقف لم يفز سواك بها

من مضر قبها ولا ادد

فصغر الحزم منك اكبرهم

وارتد بالخزي عنك كل ردى

وشام أهل العراق في حلب

دماءهم والعدو في صفد

ومن يكن يرهب الاسود سطا

لم يخش من ناهق على وتد

جئناك يا يوسف الزمان بلا

قد جد في سعيه ولم يجد

فاسلم الدهر بقيت واحده

وشد مباني العلا به وسد

وأسعد بشهر الصيام وابق إلى

أمثال أمثاله إلى الأبد

وكلما عاد وعيده ابدا

بنعمة في العلا بلا امد

وهاك غمراء في رياض ذرى

عليك تشدد كالساجع الغرد

توقت لعلياك ويه شاردة

فانجذبت نحوها بلا مسد

اعيذها من حسودها لترى

نفاثة في العقول لا العقد

يبيد اشياخنا الزمان بلى

وشخص هذا الزمان لم يبد


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

بأبي من جبينه ومحياه

المنشور التالي

لقد علمت ما قد اضر بنا البعد

اقرأ أيضاً

أقول لجاهلكم إذ ملك

أَقولُ لِجاهِلُكُم إِذ مَلَكَ وَدارَ لَهُ بِالسُعودِ الفَلَك وَخَنَّثَ لَهجَتَهُ مُسمِعاً بِلَفظٍ تُحَلُّ عَلَيهِ التَكَك تَماسَك عَنِ الخُنثِ…