تذكر مهداً بالغوير ومعهدا
فغار به الوجد المجد وانجدا
وعن له بالأبلق الفرد بارق
فبات كما شاء الغرام مسهدا
وبدد شمل الدمع بعد انتظامه
قديما على شمل نظيم تبددا
والف ما بين الجوانح والجوى
تألف اوصال الجزور مع المدي
أخو شغف بالبيض يسهل دونها
عليه لقاء البيض والسمر والعدى
إذا اغتالت الظلماء وجه ذكائها
وابدت من الجوز شنفا منضدا
ولاح هلال والثريا كأنها
بجانبه مدت إلى قدح يدا
تجشم هول البيد واعتسف الفلا
على اعوجى من أولي السبق اجردا
ينيبلك ما فوق المراد بركضه
فتدرك منه اليوم ما ترتجي غدا
وما لاخيل إلا كالمقادير جريها
وحسبك ان تشقى بهن وتسعدا
وضم إليه من بني الهند صادق الأجابة
لم يخلفك في الأمر موعدا
جراز يجاري السحر من اعين المها
مضاء كأني منه جردت اغيدا
ولست أبالي أي أمر ركبته
إلى الحب والولهان يستعذب الردى
وصعب الهوى سهل لمن كان عاشقا
سوى ان يرى فيه العذول المفندا
فأن حال جدى دون جدى عن المنى
فكم من فتى بالسعي لا يبلغ المدى
سقى الله ايامي بوبلة وابلاً
واطلالها طلا وناديها الندى
وعيشاً تقضى بالعواصم لم يكن
بأعذب منه في الزمان وارغدا
ملاعب آرام وخيس ضراغم
وموقد نيران ومنبجس الندى
عفاء على الأيام بعدك متزلا
عفا ومناخاً ينبت العز والمجد
لهجت بذم الدهر عنه وانني
ليشغلني مدحي الرئيس محمدا
سليل الكرام الامجدين ولن ترى
بأكرم منه في الزمان وامجدا
ونجل أولي الجود الذين اكفهم
على الدهر يستسقى بهن من الصدى
له همة لا ترضي البدر درهما
ولا الشمس ديناراً ولا الافق مقعدا
وبأس إذا لاقيته وهو اعزل
توهمته ينضى الصفيح المهندا
وفضل أعاد الفضل فينا وجعفر
ويحي لدينا والربيع مخلدا
ورائق رأي لم تشبه شوائب
من الدهر والآراء مجلوة الصدا
وشاهد عقل الألمعي محقق
يميز ما بين الضلالة والهدي
فلو لم يجل ماء الحياء بوجهه
خشينا عليه من ذكاء توقدا
ولو لم نصب صوب الندي من بنانه
على الخلق خلنا الغيث اندي واجودا
تعود بسط الكف طبعاً وليس من
تكلف شيئاً مثل من قد تعودا
فيا من نراه جحفلا من مهابة
به ونراه في الفضائل اوحدا
لقد ضرنا من كان يطلب نفعنا
وأبعدنا ظلما ولو شاء أسعدا
قريب ولكن لا قرابة بيننا
وجار ولكن جار في الحكم واعتدى
واعضل داء الدهر يأس ابن حرة
كريم عداك اللؤم يسأل اعبدا
فلا تحسبن اللَه جل بغافل
عن المعتدي والناس ان يتركوا سدى
ودم يا وحيد المجد والجد والعلا
وبيت الفخار المحض ركناً مشيدا
الموذ به في كل روع وحادث
ونعتده عضبا صقيلا مجردا
فما توهن الأيام من كان ملجأ
له العبيون العليون محتدا
وما زالت العلياء تصفو لمصطفى
شقيقك ما شاهدت احمد احمدا
فقد عفتم الدنيا متاعاً وحزتم
من الحمد زاداً والمكارم موردا
وقلدتم الأعناق مناً ولا أرى
فتى منكم إلا ثناءً مقلدا
وقد جاءك العيد الذي أنت عيده
وعيد الذي أضحى فضحى وعيدا
تؤبد ايام السرور به لنا
وان لم يكن في الدهر يوماً مؤبدا
وتغنى به حتى التليد مواهبا
وتحيي على الأنفاس مجداً مجددا
وان تنحر الأنعام بيضاً فطالما
نحرت بأنعام به الفقر اسودا
ولم تهلك الأعداء فيه بسطوة
ولكن بفضل لا يغب إذا بدا
وان اشد القتل عند ذوي النهى
بأن تجعل الأعداء حولك حسدا
واني وان نقحت فيك قصائدي
وارسلتها غرا مع الدهر شردا
وجئت بكل من غريب وحكمة
وجبت بها شرقاً وغربا مغردا
وحليتها من در فيك قلائداً
وحليتها من در كفيك عسجدا
لكالرجل المهدي إلى البحر قطرة
وللدهر أعواناً وللبدر فرقدا