أراحمة قلبي وقد شفني الصبر

التفعيلة : البحر الطويل

أراحمة قلبي وقد شفني الصبر

فدنياك لولا الصبر ما عرف الحر

اجدَّك لا تضحين إلا جذوعة

عليَّ وهل يخفي لجازعة سر

يشرك ان الفى خليا من العنا

ودون ابتغاء النفع يحتمل الضر

همومي على نيل المعالي كهمتي

وان ابت الدنيا فقد وضح العذر

ولو عقلت القت الي زمامها

ولكنها الخرقاء ليس لها حجر

ذريني أجوب البيد حتى ابيدها

فقد طال بي عزمي وان قصر العمر

على متن موار الأعنة اشقر

كشعلة لون التبران سبك التبر

له شية بيضاء تزهو كأنها

على وجهه الوردي في شفق بدر

كاني والأطلال عين وعبرة

ومس الهوى والقلب أيديه والقفر

اجول بهاتيك الديار مسلما

ويبدي اضطرابا عند وثبته الصخر

كأن السري وتركأني ارومة

كأن النوى نون كأن الفلابحر

كأن هجير البيد والآل ضمنه

ضمائر ذي حقد يفر بها المكر

كأن الدجى روض اصم نباته

واغصانه حو وازهاره الزهر

كان امتداد الأفق ارض لقايس

بكف الثريا مد في درعها شبر

كأن الهلال المستدير حنية

من العاج يرمينا بأسهمها الدهر

كأن سنا المريخ وجنة غادة

يغطى سوى حافات حمرتها الحمر

كأن ضياء المشتري غرة جلا

محاسنها فرع وجال بها البشر

كأن افتراقاً في بنيات نعشها

وقد ضلهن السير في مهمهٍ سفر

كأن سهيلاً في طلائع جيشه

أخو فتكات همه القتل والأسر

كأنسماكيه جبان ومقدم

يدجج ذا عزم ويسلب ذا ذعر

كأن السها صب للقيا ذكائه

وقد هجرت ليلا فأنحله الهجر

كأن قرأن الفرقدين لناظر

تملاهما عسر يقارنه يسر

كأن به متن المجرة جدول

من الماء والشعري العبور به عبر

كأن امتداد النسر فيها جناحه

يروم به عوناً لواقعه جسر

كأن به الجوزا أثافي فضة

عليها لرسل الفجر من ذهب قدر

كأن ابتلاج الصبح في حالك الدجى

لناظره معنى تخيله الفكر

كأن ابن سيفاضم جوداً يمينه

واطلعها بيضاء فانصدع الفقر

كأن اماني معتفيها على ظما

وانعامها الارض الجديبة والقطر

غدا ناظراً للمجد من غير حاجب

وليس سوى اللألاء من دونه ستر

وسار إلى الأعداء يأتمه العلا

وتخدمه الدنيا ويقدمه النصر

فتى الحرب تلقاه الكماة عبوسة

فتثنى بواك وهو وضاح يؤفتر

كان المنى والأمن يصطحبانه

وتصطحب الأعدا المخافة والخسر

وصرف الردي يقفو مواقع طرفه

فأن غضه كرواوان حده فروا

أمن بعدما اظهرت آلاءك التي

بكتمانها غي واجحادها وزر

تروم العدا إضمار بأسك فيهم

وفي مقتضى الأعراب لا يضمر الأمر

لحا اللَه من لم يرع عهدك قلبه

ومن لم يطل في فيه حمدك والشكر

ومن ينثني والغدر حشو إهابه

ويا طالما استكفي بصاحبه الغدر

لك الخير اني ناظر لك رتبة

تناط بها العليا ويرقي لها الفخر

وإن الذي يرجو معاليك زائل

وأي ظلام ما أضاء به فجر

فيا بن الهمام الندب والذاهب الذي

بأوصافه تبقى المحامد والذكر

ومن مجده حي ومن جوده حيا

ومن سره ميت ومن صدره قبر

ومن كلما كررت طيب حديثه

تحلت به دارين واشتاقه الشحر

تهن بهذا العام وابق لغيره

وعش ابد الأيام والعيش مخضر

ودم حالياً من منطقي بقلائد

من الشعر يستزري بمنظمومها الدر

بها من ربا نجد إذا نشدت شذا

ومن عانةٍ خمر ومن بابل سحر

يعز على الطائي وشاحها

وتغز وحشا الكندي الفاظها الغر

ولا زلت لي ذخراً فما خاب امرؤ

له منك في أقصى مراداته ذخر

أنا ابن أياديك التي طال عدها

عليّ فلن تحصى ولم يمكن الحصر

وما أنا بالراضي لرقيَّ مالكا

سواك وهل يغني عن الذهب الصفر

وقبلك حاربت الورى مذ خبرتهم

واقصيتهم عني فقالوا به كبر

يريهم فعلي على انه النهي

كما ارتاب موسى حين صاحبه الخضر


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

منال المنى بالعجز غير يسير

المنشور التالي

تحية داع مخلص في دعائه

اقرأ أيضاً

أذكرت عهدك فاعترتك صبابة

أَذَكَرتَ عَهدَكَ فَاِعتَرَتكَ صَبابَةٌ وَذَكَرتَ مَنزِلَةً لِآلِ كَنودِ أَقوَت وَغَيَّرَ آيَها نَسجُ الصَبا وَسِجالُ كُلِّ مُجَلجِلٍ مَحمودِ وَلَقَد…