هل المجد إلا دوحة أنت فرعها
أو الجد إلا خلة فيك طبعها
أو الجود إلا انعم قد تفرقت
فلم يلف إلا من نوالك جمعها
علوت افتخاراً إذ تواضعت المورى
ونفس الكريم الأصل يحسن وضعها
فما كنت إلا الشمس تعشى نواظراً
فيترك مرآها ويطلب نفعها
عفاء بقوم أظهروا لك وصمةً
بحرب لعين الشمس أرمد نقعها
هم الجند كانوا والمشيرون فيكم
وأيديهم الوسطى فلم ساء صنعها
رموا بك في قلب العدا وتأخروا
ارامو بوتر منك يؤخذ شفعها
وما علموا ان الأعادي مهالك
تعذر مع سوء التدابير قطعها
وانك كالمرنان لا عيب عندها
وعار على الرامي إذا طاش نبعها
رأيناك والأيام ذا الأيدي سطوها
بسفع نواصيها وقد ساء سفعها
ونحن صوادٍ نطلب الري سغبا
وغلة صادى القلب يعيبك نقعها
فكنت لنا ماءً نميراً ونخلة
تسافط مجناها وما هز جذعها
لذاك صحبت الدهر بعد شماسه
ويافعت آمالي وقد شاب فرعها
والفيت حظي في ذراك مواسيا
أماني نفس طالما ضاق ذرعها
ففارقت صحبي والأقارب والحما
وكم انعمٍ يمرى على البعد ضرعها
وجبت إليك البيدا قطعها سرى
وسير الدياجي حين يسود قطعها
ولا زلت ارميها بجمع كأسهم
ركبنا الحنايا أو تمزق درعها
ضوامر تطوي لقاء أضالعا
على سغب والبيد يطويه ظلعها
ولليل اشراق بزهر نجومه
كليلة اعراس توقد شمعها
وما كنت بالسالي العواصم مسكناً
وهل سكن لي غير ما ضم ربعها
وكنت لما القى ولا شي مثله
بأجزع من عين تبادر دمعها
ولم اذكر البقيا بها ولياليا
تقضت عسى يلتام بالذكر صدعها
ويوم على شاطي فويق وقد جلا
لعيني مرآة تزايد لمعها
وللورق في الأوراق لحن مرجع
واعذب من لحن الأغاريد رجعها
وروض إذا مرت بأغصانه الصبا
فمنهن اعطاء الفتاة ومنعها
وان نقلت اخبار اسرار نوره
توهمتها حيث العذيب وسلمها
وبالجوشن الأعلى وبالسفح دونه
مشاهد من يبكي السموات فجعها
عهدنا بهالآرام بالعشب رتعا
وما رعيها غير الفؤاد ورتعها
ألم أهجر الجمع أنا ذاكر
كما هجر العين السخينة هجعها
وأرضى بأن الفى المنايا أو المنى
لديك وآمالي يضيقك وسعها
فإن أك قد فارقت بابك راحلاً
فكم من مضرات تعذر دفعها
وكم نازلات ضاق ذرعاً بها الفتى
ولا يرتجي إلا من اللَه رفعها
ورب أمور تردع النفس والهوى
ولو قبحت للطبع يحسن ردعها
فإن سعت الحساد بي لست جاهلاً
إذاها ومن طبع العقارب لسعها
وكم ناطح صماء من غير حاجة
يزعزع روقيه ويعييه قلعها
وان تلك ما احرمتنيه وهبتهم
فأضحى هشيما غرس ارضي وزرعها
فرب غوادٍ مثقلات بحملها
على الجدب لا تهمي وفي الخصب همعها
لك الخير للنعماء ما كنت كافرا
وملة خير الخلق فينا وشرعها
ولست اساويك السوى ولذي النهى
انتقاد إذا داني عقيقك جزعها
وكل وحوش القفر تدعى بواحد
وأين من القرد المماجن سبعها
وإنك في عيني نور أرى به
هداي وفي أذني وإن غبت سمعها
فدونكها تشدو بألحان معبد
ويبدي الشذا بالطرس والنفس سجعها
ودم ابداً عمر الليالي فأنها
كباسقة تجني وجودك طلعها