أي روح لي في الريح القبول

التفعيلة : بحر الرمل

أيّ رَوْحٍ ليَ في الرّيحِ القَبولِ

وَسُرَاها من رسومي وطلولي

وظباءٍ أمِنَتْ من قانصٍ

لم ينلها الصيدُ في ظلّ المقيلِ

نشرتْ عنديَ أسرارَ هوى

كنتُ أطويهنّ عن كلّ خليلِ

وأشارتْ بالرّضى رُبّ رضىً

عنك يبدو في شهادات الرسولِ

عجبي كيفِ اهتدتْ مُهْدِيَةٌ

خَصَرَ الرِيِّ إلى حرّ الغليلِ

ما درت مضجَعَ نومي إنّما

دلّها ليلي عليه بأليلي

لستُ أبغي لسقامي آسياً

فَبُلولي منه بالريح البَليلِ

طرْفُهُ أشعثُ كالسيفِ سَرَى

حدّهُ بين مضاءٍ ونحولِ

عَبَرَتْ بحراً إليه واتّقتْ

حوله بحراً من الدمع الهمولِ

يا قَبُولاً قد جلا صيقَلُهُ

صدأً عن صفحةِ الماءِ الصقيلِ

عاوِدي منكِ هُبُوباً فيه لي

وَجَدَ البُرْءَ عليلٌ بعَليلِ

كرياحٍ عَلّلَتْني بِمنىً

كِدْنَ يُثْبِتنَ جوازَ المستحيلِ

أصَباً هَبّتْ بريحانِ الصِّبا

أو شمال أسْكَرَتْني بالشَّمولِ

حيثُ غنّتني شوادي روضةٍ

مطرباتٍ بخفيفٍ وثقيلِ

في أعاريضَ قصارٍ خَفِيَتْ

دِقّةً في الوَزْنِ عن فهمِ الخليلِ

ولحونٍ حارَ فيها مَعْبَدٌ

وله علمٌ بِموسيقى الهَديلِ

والدّجَى يرنُو إلى إصباحِهِ

بعيونٍ من نجومِ الجوّ حُولِ

خافَ من سيلِ نهارٍ غَرَقاً

فتولّى عنه مبلول الذيولِ

زرعَ الشَّيبُ بفوديّ الأسى

فنما منه كثيرٌ من قليلِ

فحسِبتُ البيضَ منها أنجماً

عن بياضٍ لاذَ منّي بالأفولِ

كلّ مَن يَنظُرُ من عِطْفِ الصّبا

نَظَرَ المُعْجَبِ بالخلقِ الجميلِ

فَجوازي باضطِرارٍ عِندَها

كجوازِ الفتح في الحرفِ الدخيلِ

كيف لي منها إذا ما غَضِبَتْ

بَرَّحتني محنةُ السّخطِ القَتولِ

غادةٌ يأخذُ منها بابلٌ

طرَفَ السحرِ عنِ الطرفِ الكحيلِ

فإذا قابلَ منها لحظَها

فلّلَتْ منه حديداً بكليلِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

أيا رب عفوا عن ظلوم لنفسه

المنشور التالي

أظلوم منك تعلمت ظلمي

اقرأ أيضاً