أَلا عَرَّسَ الإِخوانُ في ساحَةِ البِلى
وَما رَفَعوا غَيرَ القُبورِ قِبابا
فَدَمعٌ كَما سَحَّ الغَمامُ وَلَوعَةٌ
كَما أَضرَمَت ريحُ الشَمالِ شِهابا
إِذا اِستَوقَفَتني في الدِيارِ عَشِيَّةً
تَلَذَّذتُ فيها جيئَةً وَذَهابا
أَكُرُّ بِطَرفي في مَعاهِدِ فِتيَةٍ
ثَكِلتُهُمُ بيضَ الوُجوهِ شَبابا
فَطالَ وُقوفي بَينَ وَجدٍ وَزَفرَةٍ
أُنادي رُسوماً لاتُحيرُ جَوابا
وَأَمحو جَميلَ الصَبرِ طَوراً بِعَبرَةٍ
أَخُطُّ بِها في صَفحَتَيَّ كِتابا
وَقَد دَرَسَت أَجسامُهُم وَدِيارُهُم
فَلَم أَرَ إِلّا أَقبُراً وَيَبابا
وَحَسبيَّ شَجواً أَن أَرى الدارَ بَلقَعاً
خَلاءً وَأَشلاءَ الصَديقِ تُرابا