أعن وسَنٍ ترنو عيونُك أم سُكْرِ
أم اسْترَقَتْ من بابلٍ صنعةَ السِّحْرِ
وهلْ حملَتْ تلك الروادفُ أغصناً
تأوّدَ في أوراقِ أبرادِها الخُضْرِ
وما لحُدَوجِ العامليّةِ حُرِّمَتْ
زيارتُها إلا على المَهْمَهِ القَفْرِ
كفى حزَناً أن لا تَزاوُرَ بينَنا
على القُربِ إلا بالخيالِ الذي يسْري
وقَفْرٍ كأطرافِ المواضي قطعتُهُ
برَكْبٍ كأطرافِ المُثقّفَةِ السُمرِ
وقد شقّ صدرُ الأفْقِ عن قلب بدرِه
كما نشَروا طيّ الصحيفةِ عن عَشْرِ
وما راقَني إلا حمائمُ أنجُمٍ
تحومُ من الفجرِ والمُطلِّ على نهْرِ
إذا بلغْت بابَ الأعزِّ ركائبي
فلا شُدَّتِ الأكوارُ منها على ظهْرِ
إمامٌ إذا استنصرْتَهُ في مُلمّةٍ
قَضاها ببيضٍ من عزائمه بُتْرُ
نوالٌ كما قد سحّ مُنبجِسِ الحَيا
وعزمٌ كما قد شُبّ متّقدُ الجُمْرِ
عليه يمينٌ أن تفيضَ يمينُه
بيُمْنٍ وأن تنهلّ يُسْراهُ باليُسْرِ
سأحمِلُ من فِكْري إليه طرائفاً
من الشِعْرِ قامتْ للمُقصِّرِ بالعُذْرِ
خفضتُ بها الأشواقَ حتى كأنّها
وإن رفعتْني الآن من أحرفِ الجرِّ