بدور الحي مالت للأفول

التفعيلة : البحر الوافر

بدورُ الحيّ مالتْ للأفولِ

فلا تسألْ عن الحيّ القتيلِ

أقام على المنازلِ من ضميرٍ

وسار فؤادُه بين الحمولِ

ولولا الحبّ ما أبصرتَ جسمي

بربعِهمُ محيلاً في مَحيلِ

فهل علِمَ الأحبةُ أن قلبي

غداةَ البينِ آذنَ بالرحيلِ

وهل سُرَّ العواذلُ أن طَرْفي

قصيرُ النومِ في الليلِ الطويلِ

وفي تلك القِبابِ شِفاءُ وجدي

ولكنْ ما إليه من سبيلِ

ولو كُتِبَ الوفاءُ على الغواني

لما أصبحتُ ذا جسمٍ عليلِ

فإن أُحرقْ فمن زَفراتِ وجدي

وإن أغرقْ فمنْ دمعي الهَمولِ

طربْتُ الى الفراتِ وشوقتْني

حمائمُ لا تملُّ من الهديلِ

عسى الأيامُ تُدنيني إليهِ

وتُعطيني كما أهواهُ سولي

فروضُ العيشِ آلَ الى اصفرارٍ

وغصنُ اللهوِ مالَ الى الذبولِ

ولو نّ البخيلةَ ساعفَتْنا

بطيفٍ طارقٍ منها وَصولِ

لكنتُ أبلُّ من فِيه أُوامي

وأنقَعُ من مراشفِه غليلي

وأقطفُ ورد ذاك الخدِّ لثماً

ونرجسَ ذلك الطرْفِ الكحيلِ

وبي ظمأ تحكّم في فؤادي

الى رشفِ الرُضابِ السلسبيلِ

وذكّرني سعادَ على التَنائي

نسيمُ الروضِ ذا الريح القَبولِ

أراها لا تميلُ الى التَداني

ولا قلبي يميلُ على العويل

تحكّم دلُّها في كل قلبٍ

كما حكمَ العزيزُ على الذَليل

فإن تلبسْ ثيابَ الحُسنِ يوماً

فإن ملابسي خِلَعُ النُحولِ

ولما خيّم الرُقَباءُ حولي

جعلتُ الريحَ نحوكم رَسولي

فكم لي من نعيمٍ في النعامي

وكم لي من قبولٍ في القَبولِ

لعلّ العيسَ تحملُني إليكمْ

مواصلةَ التعجْرُفِ والذميلِ

أيا صَرْفَ الزمانِ بلغتَ مني

ومن تلك المعالمِ والطُلولِ

ألا إني انتصرتُ بآلِ نصْرٍ

فما أخشى استطالةَ مُستَطيلِ

سحائبُ أزمةٍ فرسانُ حربٍ

بدورُ دُجنّةٍ آسادُ غيلِ

له همٌّ كقدورهُمُ المُعلّى

وبشرٌ مثلُ فعلهمُ الجميلِ

إذا شهدوا النديّ فمن نداهُم

يشيَّدُ دارسُ الكرَمِ المَحيلِ

فإن ركِبوا فمجتمعُ الأعادي

يفرِّقُ عن جريحِ أو قَتيل

وإما استُصرِخوا لدفاعِ ضيمٍ

رأيتَ فعائلَ السيفِ الصقيلِ

فإن تُلحِقْ بهم يوماً سواهُمْ

فما السَعْدانُ كالمَرْعى الوَبيلِ

جلالُ الدين عشتَ قرينَ عزٍّ

يَبيتُ به عدوّك من خَمولِ

إذا شامتْ صروفُ الدهرِ عَضْباً

ثَناهُ عضبُ عزمِك ذا فَلولِ

ويومٌ ما به لذوي عثارٍ

هنالكَ من مُقيلٍ أو مَقيلِ

تجولُ ضراغمُ الفُرسانِ فيه

على عُقبانِ سابقةِ الخُيولِ

وقد طلعتْ رماحُ الخطّ غاباً

جرَتْ أنهاره بيضَ النُصولِ

وأطلع نقعَهُ سُحْباً ولاحتْ

بروقُ البيضِ في رعد الصهيلِ

وأدبرتِ العداةُ مقصِّراتٍ

به عن فعلِ ذي الباعِ الطويلِ

فإمّا بالسيوفِ مطوَّقاتٍ

وإما في حُجولِ للكُبولِ

فكنتَ أجلَّ من عُقِدَتْ عليهِ

غداةَ الحربِ ألويةُ الرعيلِ

إليك أتى ركابُ الشِعْرِ يطوي

فسيحاتِ الحُزونِ مع السهولِ

كزهرِ الروضِ قد جُرَّتْ عليه

ذُيول غلائلِ الريحِ البَليلِ

تخفُّ له العقولُ ولا عجيبٌ

كذاك الخمرُ تلعبُ بالعُقولِ

هديةُ مخلصٍ لكمُ محبٌّ

عساكَ تُنيلها خِلَعَ القَبولِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

يا من وهبت لوجهه

المنشور التالي

كم نابل في طرفيك البابلي

اقرأ أيضاً