كم نابل في طرفيك البابلي

التفعيلة : البحر السريع

كم نابلٍ في طرفيك البابلي

وذابلٍ في عطفِك الذابلِ

وكم حوى ردفُك من موجةٍ

تضربُ من خصركَ في ساحِلِ

يا كوكباً ناظرُه طالعاً

كناظرٍ في كوكبٍ آفلِ

أوقعني منك على مانعٍ

مخايلٌ عندك من باذِلِ

طَلاقةٌ أنشأ لي برقُها

سحائباً من دمعيَ الهاطلِ

وسقمُ أجفانٍ توهّمتُها

ترثي لسُقْمِ الجسدِ الناحلِ

ومعطفٌ معتدلٌ مائلٌ

مالي وللمعتدلِ المائلِ

حبُّكَ لا حبُكَ هذا الذي

أوقعَ في أنشوطةِ الحابلِ

وليتَني أشكو الى عاذرٍ

أو ليتَني أشكو من العاذلِ

وليلةٍ أسلمتُ أصداءَها

من أكؤسِ الراح الى صاقِلِ

فالتهَبَتْ فحمتُها جمرةً

من خمرةٍ قاتلةِ القاتلِ

واتّسقَتْ نحوي مسرّاتُها

نسْقَ الأنابيبِ الى العاملِ

كخاطرِ الأسعدِ في كُتْبِه

للحافظِ الحَبْرِ عن الكاملِ

روضُ بلاغاتٍ سَقاها الحِجا

ما شاءَ من طلٍّ ومن وابلِ

خمائلُ الزهرِ له تغتدي

ملتفّةً في سمَلِ الخاملِ

رسائلٌ تُخبِرُ أنواعُها

عن خاطرٍ متقدٍ سائلِ

تعجِزُ قِسّاً في أيادٍ بها

وتعتَلي سحبانَ في وائلِ

للمَلِكِ الكاملِ في طيّها

ذكرٌ كَساها صفةَ الكاملِ

تَفدي ملوكُ الأرضِ ملْكاً نَضا

بُردَيْهِ عن كافٍ لهمْ كافِلِ

يدفعُ عنهم وهُمُ جُندُه

كذلك السنِّ مع الذابِلِ

وفيه للدُنيا وللدين ما

يستَعجِزُ القائلَ بالفاعلِ

فالسيفُ يروي منه عن جارِمٍ

والضيفُ يَروي منهُ عن عادِلِ

وسائلٍ عنه فقلتُ استمِعْ

من عالمٍ لا كنتَ من جاهلِ

حسبُك ما تُبصِرُ من كتبِه

الى الفقيهِ العالِمِ العاملِ

والمرءُ ما عبّر عن فضلِه

بمثلِ ميلٍ منهُ للفاضلِ

أكرمُ منه عاجلاً مَنْ غَدا

يُكرمُه الرحمنُ في الآجلِ

من دين دينِ الحقّ مُستهلِكٌ

حتى اقتضاهُ من يدِ الباطِلِ

مُشْرعُ شرعٍ قد سرى خِصْبُهُ

في بلدِ المعرفةِ الماجلِ

مناقبٌ قد نُظِمَتْ حِليةً

على صدورِ الزمنِ العاطلِ

خُذها من الخاطرِ خطّارةً

قليلةَ الناقدِ لا الناقلِ

في عرَضِ الأشعارِ من حُسْنِها

ما شئتَهُ من جوهرٍ قابِلِ

تُنسي العتاهيَّ لها قولَهُ

يا إخوتي إن الهَوى قاتلي

ولو حَواها لم يَقُلْ سائلاً

ماذا تردّون على السائِلِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

بدور الحي مالت للأفول

المنشور التالي

قرنت بواو الصدغ صاد المقبل

اقرأ أيضاً

مسمهر البأس من مضر

مُسْمَهِرُّ البأسِ مِنْ مُضَرٍ يقْشعرُّ الموتُ مِن حَذَرِهْ تطْرَبُ الألبابُ مُصْغيَةً لحديثِ المجدِ من سِيَرِهْ كلما أوسعْتَ مُبْتَلياً…

رباعيات

1 أُرى ما أريدُ مِنَ الحقل… إنَّي أَرى جدائلَ قَمْحٍ تُمَشِّطُهَا الريح، أُغمضُ عينيِّ : هذا السرابُ يُؤدِّي…

ولوعة بت أخفيها وأظهرها

وَلَوعَةٍ بِتُّ أُخفيها وَأُظهِرُها بِمَنزِلِ الحَيِّ بَينَ الضَّالِ وَالسَلَمِ وَالدَّمعُ يَغلِبُني طَوراً وأَغلِبُهُ وَمَن يُطيقُ غِلابَ المَدمَعِ السَجِمِ…