إنها أعرضت عن الإعراض

التفعيلة : البحر الخفيف

إنها أعرضَتْ عن الإعراضِ

فاقضِ يا عاذلي الذي أنتَ قاضي

غادةٌ أمرضَتْ جُسوماً صِحاحاً

بجفونٍ ذواتِ سُقمٍ مِراضِ

جمعَتْ في الهوى جنودَ سُهادي

مثل ما فرّقتْ جفونَ اغتماضي

ريقُها خمرَتي وفي وجنتَيْها

روضةٌ لي فاقتْ جميع الرّياضِ

ذاتُ طرْفٍ ما أبصرَ الطّرفُ أحلى

من سوادٍ قد حازَه في بياضِ

فتكَتْ بي جُفونُها في هواها

مع عزّي كفتكةِ البرّاضِ

كلُّ سيفٍ يكلُّ غيرَ سيوفٍ

جُرِّدَتْ لي من ألحاظِ مواضي

وغزالٍ قضى عليّ غرامي

في هواهُ منه بتركِ التّقاضي

أنا راضٍ بذِلّتي وخضوعي

في هواه فهل تُرى هو راضِ

ذو عذارٍ يمشي على وردِ خدّيْ

هِ الهُوَيْنا كالحيّةِ النّضناضِ

مُستفاضٌ هواي فيه وصبري

عن هواهُ فليس بالمستفاضِ

صاحِ دعْ كرَه سِرْ في الفيافي

وتغرّبْ كالحرث بنِ مُضاضِ

سر مجدّاً الى طِلابِ المعالي

فوقَ ظهرِ السّواهمِ الأنقاضِ

وانْحُ بابَ الإمامِ سيّدِنا الحا

فظِ تظفَرْ بسائِرِ الأغراضِ

الكريمِ النِّجارِ والطاهرِ الموْ

لِدِ بين الأنام والأعراضِ

صيغَ من جوهرِ المكارمِ صِرْفاً

وكرامِ الورى من الأعراضِ

ذو ارتفاعٍ على السِّماكَيْنِ والنّسْ

رِ كما أنّ ضدّه ذو انخِفاضِ

هو يعطي بُزْلاً وكلُّ كريمٍ

غيرَهُ باخِلٌ ببنْتِ مِخاضِ

ما لهُ ساخطٌ عليه مدى الده

رِ كما أنّ عِرضَه عنه راضِ

قطّ لم يُحوِجَ العُفاةَ ولا المسا

ئِلَ جدوى يمينه الفيّاضِ

هو قاضٍ على لُهاهُ بجورٍ

وهو بالعدْلِ في البريّةِ قاضِ

ذو فخارٍ ضخمٍ وعزٍّ منيع

ونوالٍ جمٍّ وأيْدٍ عِراضِ

إيتِ يا صادياً حياضَ نداهُ

وارْو منها وخلِّ كلَّ الحياضِ

لم يزَلْ مذْ عرفتُه ذا انبساطٍ

وسواه طولَ المدى ذات انقباضِ

أيها الحافظُ الإمام المفدّى

جُدْتَ فالمكرماتُ عنك رَواضِ

هاك بكراً كسوتُها ثوب فخرٍ

أيُّ ثوبٍ من سؤددٍ فضفاضِ

فغدَتْ تزدري بشعر المعرّي

وبمهيارَ والشريفِ البَياضي

فابْقَ واسلَم ما غرّد الطيرُ في الأي

كِ وهز النسيمُ زهرَ الرياضِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

لمن الحمول بجدة تسري

المنشور التالي

تيم قلبي أغيد

اقرأ أيضاً

هذي عكاظ وذاك معهدها

هَذِي عُكَاظٌ وَذَاكَ مَعْهَدُهَا أَنْبَغُ فِتْيَانِهَا مُجَدِّدُهَا بَاتَتْ إِلَيْهَا المُنَى تَتُوقُ وَقَدْ طَالَ عَلَى الرَّاقِبِينَ مَوْعِدُهَا فِي مِصْرَ…

هو اجتباني وأدناني وشرفني

هُوَ اِجتِباني وَأَدناني وَشَرَّفَني وَالكُلّ بِالكُلِّ أَوصاني وَعَرَّفَني لَم يَبقِ في القَلبِ وَالأَحشاءِ جارِحَةً إِلّا وَأَعرِفُهُ فيها وَيَعرِفُني