ضرب الناس في العلا الأمثالا

التفعيلة : البحر الخفيف

ضَرَبَ الناسُ في العُلاَ الأَمثالا

وسَمِعْنَا بها ولكِنْ كذَا لا

جَرَّدَ العاضِدُ الإِمامُ من النَّا

صِرِ عَضْباً فكُنْتَ فيهِ الصِّقالا

ملك هَزَّ عَزْمَهُ مُذْ تَوَلَّى

فَعَدُوٌّ وَلَّى وفَتْحٌ توالى

كُلَّما جَيَّشَ الجيوشَ لحربٍ

أَقبلَتْ وَهْيَ تحمِلُ الإِقبالا

وعوالٍ ذَوَابل تَحْسَبُ النَّقْ

عَ دُخاناً فتستنيرُ ذُبالا

بظُباً تنكِرُ الكُلولَ ولا يع

رفُ أَيضاً مَنْ يَنْتَضِيها الكلالا

وقِسِيٍّ كأَنَّما الدهرُ عنها

قائمٌ يقذفُ الوبالَ نِبالا

وخيولٍ مثل الشَّواهِينِ يقنصْ

نَ فَقُلْ باطلاً وقُلْ أَبْطالا

كلمّا حَوَّمَتْ أَدارَتْ جناحاً

عَدَّ في ريشهِ الصَّبا والشَّمالا

أَقبلَتْ كلُّها صدوراً فَمَرَّتْ

خَيْلُ مُرِّيِّ كلُّها أَكْفَالا

وأَقامَتْ لثَغْرِ دِمْيَاطَ ثغراً

ضاحكاً عن كُمَاتِها يَتَلالا

ببروج من الرجالِ وما يُنْ

كَبُ مَنْ يجعلُ البروجَ رِجالا

وفيولٍ من المَجَانيقِِ لا بَلْ

هيَ في الحربِ تقذِفُ الأَفْيالا

خَلْفَ سورٍ من الظُّبا والعوالي

قد تغالَى بناؤهُ وَتَعَالى

وليوثٍ يُظَنُّ يا بْنَ مَصَالٍ

أَنَّ يُمْنَاكَ عَلَّمَتْها المَصَالا

حادَ عنك اللَّعينُ فاستقبلَتْه

بِمِحالِ يُرِى اللَّعِينَ مُحالا

لُحْتَ نجماً على ظسمَاءِ رَشيدٍ

فاجْتَلَى منكَ للهلالِ هلالا

واستشارَ الجموعَ فيكَ وما أَخ

طَأَ مَنْ قالَ في قتالِكَ آلَى

فَمَضَوْا لم يُقاتِلُوكَ وَمِنْ قَبْ

لُ القِتالُ الذي كفاكَ القتالا

عَرَفُوا وجهَكَ الشُّجاعَ فهَلْ أَن

كَرْتَ منهُمْ لمَّا تَوَلَّوْا قَذَالا

واسْتَخَفَّتْهُمُ المقاديرُ حتَّى

زُلْزِلُوا حيثُ يَمَّمُوا زِلْزالا

نصبوا بُرْجَهُمْ إِزاءَ شِهابٍ

كادَ أَنْ يُحْرِقَ البُروجَ اشتعالا

واستجاشُوا قبائِلَ الرُّومِ أَجنا

ساً عليه فلم يساوُوا قَبَالا

حَرَّموا عندَهُ النُّزولَ وما حَرَّ

مَ إِذْ حَرَّمُوا النُّزولَ النِّزالا

وأَرادوا به صِيالاً فَرُدُّوا

وله الفضلُ يرغبونَ سُؤالا

واستمالوهُ بالخضوع ومن شر

طِ الشُّجاعِ الكريمِ أَن يُسْتَمالا

واستماحوا منه النّوى وعجيبٌ

أَنْ يُعَدَّ النَّوى لقوم نوالا

فمضَوْا يقطعونَ بالرَكْضِ أَميا

لاَ رَأَوْها من مثله أَمْوالا

لم يَرُوحوا إِلا خِفاقاً وإِن كا

نَ لِحَمْلِ الجِراحِ راحُوا ثِقالا

ذكَرُوا منه صارماً صارِمَ الحَدِّ

عليهِمْ وعامِلاً عَمَّالا

وانتقاماً لأَجله صمَّمَ الشا

مُ على عَوْدَةٍ إِلَيْهِ انْتِقَالا

ريَّنَ الدِّينَ من شهابٍ ونَجْمٍ

بمنيرَيْن أَلبساهُ الجمالا

حمياهُ طوراً من النَّقْصِ حتَّى

أَلَّفا شَمْلَهُ فنالَ الكمالا

فَرَّق الرُّوم ذا اعْتِداءٍ وهذا

جَمَّعَ العُرْبَ أُلْفَةً واعتدالا

بكفاحٍ قد صيَّر الآلَ بحراً

وسماح قد صيَّرَ البحرَ آلا

أَخذَتْ بالنَّباتِ زينَتَها الأَر

ضُ وكانَتْ من حَلْيِهِ مِعْطالا

رَقَصَتْ تحتَ سُنْدُسِ الرَّوْضِ لَمَّا

شرِبَتْ كأْسَ جودِهِ سَلْسالا

وانثنَتْ في غلائلٍ حاكَها الخِصْ

بُ وكانَتْ بجدبِها أَغلالا

واعتلَتْ ثَغْرَنَا بهِ صِحَّةُ العَيْ

شِ فَلَمْ يَشْكُ بعدَ ذاك اعْتِلالا

عادَ فيه عَوْدَ الحُسامِ إِلى الغِمْ

دِ وقد صالَ في المُهِمِّ وَسالا

أَمُبيدَ العدوِّ كَسْراً وأَسْراً

ومُفِيدَ الوَليِّ مالاً وآلا

فإِذا طابَ نظمُ شعرِي أَو طا

لَ فمن راحَتَيْكَ طابَ وطالا

أَنْتَ أوْجَدْتَهُ وقد كانَ مَعْدُو

ماً وأَوْجَدْتَهُ المقالَ فقالا


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

دعته المثاني وادعته المثالث

المنشور التالي

لم يشف طيفك لما زارني ألما

اقرأ أيضاً

ومحجب نبهته

وَمُحَجَّبٍ نَبَّهْتُهُ وَالشَّمْسُ تَقْرُبُ لِلأُفُولِ نَظَرَتْ إلَى أُفُقِ الشُّرُو قِ تَلَهُّفا نَظَرَ الْعَلِيلِ والضَّوْءُ يُنْحِلُ جِسْمَهُ وَسِقامُها سَبَبُ…