أي نجم من أي شمس وبدر

التفعيلة : البحر الخفيف

أَيُّ نَجْمٍ من أَيِّ شَمْسٍ وبَدْرِ

أُلْبِسَ الليلُ منه حُلَّةَ فَجْرِ

وحسامٍ قد جَرَّدَتْهُ المعالي

لِتُوَقِّي به صُروفَ الدهرِ

وأَنيقٍ من المحامِدِ نَمَّتْ

بأَحاديثِهِ رِياحُ الشُّكرِ

علمنا أَنَّ اللَّيالِيَ بَحْرٌ

حينَ أَبْدَتْ لنا لآَلِئَ دُرِّ

وعهدنا الزَّمَان يَرْقُدُ طِرْفاً

أَدْهَماً فاكْتَسَى شِيَاتِ أَغَرِّ

وعجيبٌ لشهرِ شعبانَ إِذ جا

ءَ لميلادِهِ بلَيْلَةِ قَدْرِ

ليلَةٌ أَشرقَتْ بغُرَّة نورِ الدِّ

ينِ حَقًا أَجَلُّ من أَلْفِ شَهْرِ

لاح نَصْرٌ فيها فَلاحَ بنصرٍ

ثابتٍ عِزُّه على آلِ نَصْرِ

حَوَّمَتْ طَيْرُها السّعاداتِ مِنْهُ

فَوْقَ بُدْنٍ نَحُورِها كالوَكْر

وكَأَنِّي بِأَنْجُمِ الفَضْلِ تَبْدُو

منه أَضْواؤها بأَفلاكِ صَدْرِ

وكَأَنِّي بالطِّرْسِ بَيْنَ يَدَيْهِ

يَجْمَعُ الدُّرَّ بين نَظْمٍ ونَثْرِ

وكَأَنِّي براحَتَيْهِ تسيحا

نِ على كلِّ أَهلِ قُطْرٍ بقَطْرِ

وكَأَنِّي بالخَيْلِ بينَ يَدَيْهِ

مُجْنَبَاتٍ في حَلْي زَهْوٍ وكِبْرِ

وكَأَنِّي بالبيض والسُّمْرِ تهفو

بهواهُ عن كُلِّ بِيض وسُمْرِ

إِنَّما الأَرْوَعُ الأَجَلُّ جمالُ الدِّ

ينِ بحرٌ طَمَا فَفَاضَ بِنَهْرِ

أَثمَرَتْ من علاه دَوْحَةُ مجدٍ

صَدَحَتْ بينها حمائِمُ شِعْرِي

حَكَمَ اللُّه أَنه ذو افتخارٍ

لا يُوازَى به أَحادِيثُ فَخْرِ

عارِضٌ يَسْتَهِلُّ في الجَدْبِ والخَطْ

بِ بماءٍ من النَّدَى وبِجَمْرِ

فيهِ ما شِئْتَ من أَيادِيَ بيضٍ

هُنَّ ما شئتَ من عوادِيَ حُمْرِ

قد عَلِمْنَا من بأْسِهِ كيفَ يُذْكِي

وعلمنا من جُودِه كَيْفَ يَمْري

فسقانَا من فضلِهِ كُلَّ حُلْو

وكفانَا من صَوْلِهِ كُلِّ مُرِّ

يا بَنِي ناصرِ الرّئاسةِ والدي

نِ أَبي الفتحِ فاتِحِ الخير نَصْرِ

أَنا عبدٌ لَكُمْ وإِنْ كنتُ حُراًّ

فالأَيادِي تَملَّكَتْ كُلَّ حُرِّ

لستُ أَرْضَى من الأَنامِ سِواكُمْ

لعوانٍ من الثَّناءِ وبِكْر

لا أَحبُّ السَّبْعَ البحارَ وعندِي

من أَيادِيكُمُ موارِدُ عَشْرِ

كُلَّ يَوْمٍ لَكُمْ غمامُ سَمَاحٍ

تَعْتَلِي بَيْنَهُ بوارِقُ بِشْر

من يُجارِيكُمُ وقد جَعَلَ اللّ

هُ بأَيديكُمُ المقاديرَ تَجْري

سَهَّلَ الجَدُّ سُبْلَ مجدٍ عليكُمْ

أَتلَفَتْ غيرَكُمْ بمَسْلَكِ وَعْرِ

ولكُمْ بَيْتُ مَفْخَرٍ قد غَنِيتُمْ

بمغانِيهِ عن قصائِدِ شِعْرِي

حَصَرِي عن صفاتِكُمْ مُسْتَفَادٌ

من أَيادٍ لكم أَبَتْ كُلَّ حَصْرِ

ذاكَ عُذْري وليتَ شعريَ هَلْ في

وُسْعِ أَفضالِكُمْ تَقَبُّلُ عُذرِي

غرّدَتْ فيكُمُ طيورُ القوافِي

بينَ ضالٍ من الثَّناءِ وسِدْرِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

أومض برق الخجل

المنشور التالي

تاه بخال خده

اقرأ أيضاً

لقد نادى أميرك بابتكار

لَقَد نادى أَميرُكَ بِاِبتِكارِ وَلَم يَلوُوا عَلَيكِ وَلَم تُزاري وَقَد رَفَعَ الظَعائِنُ يَومَ رَهبى بِروحٍ مِن فُؤادِكِ مُستَطارِ…