تغير عن مودته وحالا

التفعيلة : البحر الوافر

تَغَيَّرَ عن مَوَدَّتِهِ وحالا

وأَظْهَرَ بَعْدَ رغبتِهِ ملالا

فما يَنْفَكُ يَظلِمُني اعْتِدَاءً

وما أَنْفَكُّ أُنْصِفُهُ اعتدالا

وقد نُزِّهْتُ عن هَجْرٍ وهُجْرٍ

وإنْ أَبْدَى الخليلُ لِيَ اخْتِلالا

أُقيلُ ولا أَقُولُ وأَيُّ ذَنْبٍ

لِمَنْ مالَ الزمانُ به فمالا

ومن طَلَبَ الوفاءَ مِنَ الليالي

على عِلاَّتِها طَلَبَ المُحَالا

لذلك لم أَزَلْ طَلْقَ المُحَيَّا

وإنْ عَبَسَ الصديقُ وإن أَذَالا

وعندي والغرامُ له صُروفٌ

بَلَوْتُ صُنوفَها حالاً فحالا

ضلوعٌ لستُ آلوها اشتعالا

وقلبٌ لستُ آلوهُ اشتغالا

وكنتُ متى عَلِقْتُ حبالَ قومٍ

وصلتُ بها وإن صَرَمُوا حبالا

وتلك شمائلي راقَتْ وَرَقَّتْ وَرَقَّتْ

فما أَدرِي شَمولاً أو شمالا

بَقِيتَ وإنْ لَقِيتُ بك السَّقَاما

ودُمْتَ وإنْ أَدَمْتَ لِيَ انْتِقالا

فَمَنْ يخشاكَ لا يَخْشَى صُدوداً

ومن يرجوكَ لا يرجو وِصالا

إذا غَدِقَ الهوى يوماً لِمَعْنًى

أَزالَ الدهرُ معناهُ وزالا

وكم خَلُصَتْ سريرة من يُعادَى

وكم كدُرَتْ سريرةُ من يُوالَى

جَرَتْ بالجَوْرِ أَحكامُ الليالي

تَعالَى اللُّه عَنْ هذا تعالى

لَعَلَّكَ لاَئِمِي وَخَلاَكَ لَوْمٌ

فَمِثْلُكَ مَنْ تَخَيَّلَ ثُمَّ خَالا

أتُرْشِدُني ولستَ تَرَى سفاهاً

وتَهْدِينِي ولستَ ترَى ضلالا

دعِ الأيامَ تنقُلُني يداها

وتَلْعَبُ بي يميناً أو شِمالا

فكم صَرْفٍ صَرَفْتُ الفِكْرَ عنه

فما أدْرِي تَوَلَّى أَم توالَى

أَنا الماضي الشَّبَا والدَّهْرُ قَيْنٌ

أُريدُ على تَقَلُّبِهِ صِقالا

ولولا أَنْ يَشقَّ على عَلِيٍّ

لَجَرَّدَ غَيْرُهُ غَرْبِي وصالا

وكيف يكونُ بي أَبداً مَصُوناً

وَيَرْضَى أَنْ أَكونَ به مُذالا

أَيَأْنَفُ أَنْ يُقَلِّدَنِي جَميلاً

فَيَغْدو وقد تَقَلَّدَنِي جَمَالا

تراهُ يَظُنُّنِي أَنْ زِدتُ نقصاً

تزيد به معالِيهِ كمالا

عَذَرْتُكَ لَو منعتَ شفاءَ سُقْمِي

ولم تَمْنَحْنِيَ الداءَ العُضالا

دعِ التَّضْعيفَ لِلإضعاف عدلاً

فلستُ أطيقُ حَمْلاً واحتمالا

وعُدْ لقديمِ عادِكَ أَو فَصرِّحْ

وسُرَّ بها وإنْ ساءَتْ مقالا

فلَسْتُ بِفاقدٍ أَبداً منالا

يُمَلِّكُ راحَتي جاهاً ومالا

بحيثُ أَهزُّ أَسيافاً حِداداً

لأَعدائي وأَرْمَاحاً طِوالا

ويحميني هَجيرَ الذّلِّ قومٌ

يمد عَلَيَّ عزُّهُمُ ظِلالا

وأُرسلُها شوارِدَ مطلقاتٍ

تكونُ لعقلِ سامِعِها عِقالا

معانٍ للقريحِةِ فِكْرُ عانٍ

سَبَتْهُ فَرَجَّلَتْهُ لها ارتجالا

وقد أَرْشَفْتَ سَمْعَكَ من لَمَاها

بَرُودَ رُضَابِها العّذْبَ الزُّلالا

فهلْ أَبْصَرْتَ واستبصرَتَ إلاَّ الَّ

ذي تدعُونَه السِّحْرَ الحلالا

ومنكَ وفيك تنتظمُ القوافي

ومن وَجَدَ المقالَ الرَّحْبَ قالا

وظنَّي فيكَ إلاَّ عَنْ يقينِ

بأَنك مُوجِدِي وَطَنًا وآلا

نَعَمْ فانطِقْ بها واعدُدْ نوالاً

مقالكما يقلب ما نوالا

وطَرْفِي عن كَراهُ صام شهرا

فلُحْ كيما تُفَطِّرَهُ هلالا

وقَلِّدْ نَحْرَ عيدِ النَّحْرِ عِقْدًا

قَرَنْتَ به أَيادِيَكَ الثِّقالا

وعِدْ ظَمَأَى بِلالاً من وِدادٍ

تَجِدْ غَيْلانَ مُمْتَدِحاً بلالا

ودُمْ كالسُّحْبِ إِنْ بَعُدَتْ مَنَالاً

فقد قَرُبَتْ لِمُسْتَسْقٍ نَوالا


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

الحيا من غيوثك البارقات

المنشور التالي

تنفس الروض عن نواره الأرج

اقرأ أيضاً