متشبِّثٌ بعلائقي متخلصُ
طوراً يماذِقني وطوراً يُخلصُ
متخصِّصٌ بالمجد إلا أنه
بفساد ما يسعى له متخصصُ
حلو الصداقة مرُّها فصديقه
شرقٌ بماءِ إخائه متغصِّصُ
يعدو على الأسد المسالم ظالماً
ويَهرُّ كلبُ سفاهةٍ فَيُبصبِصُ
ما إن يزال على هواي مخالفاً
ومعانداً للحق حين يُحصحِصُ
ترضيك جملة أمرهِ في ودِّهِ
لكنها تُشجيك حين تُلَخَّصُ
ما إن يزال مُمَسِّحي لكنَّه
ممن يمسِّح تارة ويشوِّصُ
يتطرَّفُ اللذاتِ دوني خائفاً
مني هناك كأنه متلصِّصُ
ويجم عنها تارةً فكأنه
حتى أكون شريكه متنغِّصُ
كم قد عزمتُ على الشخوص بخلَّتي
عنه فذبذبني مُقِرٌّ مُشخِصُ
أصبحتُ منه في طريقٍ معوِصٍ
ولشرُّ ما رُكبَ الطريقُ المعْوصُ
ولما تنقَّصْتُ الفتى لكنه
لجميله بقبيحه متنقِّصُ
مهلاً أخا ودي فإنيَ بالذي
تُسدي إليَّ محدِّثٌ فمفصِّصُ
ولدي منكَ متى أثرتَ كوامني
ما لا يقصِّصُه سواي مقصِّصُ
لا تخلطنَّ حلاوةً بمرارةٍ
إن المخلِّط في الإخاء منغّصُ
كن ظل بيت لا يزول ولا تكن
ظل السحاب يُظِلُّ ثم يقلّصُ
وارغب بودي أن يُذالَ فإنني
في غير ذاك من الأمور أُرخِّصُ
إياك لا تستغل ما أرخصتُهُ
بطراً فأُغلي منه ما لا أُرخِصُ
واعلمْ متى غنَّيتَ بي متهكِّماً
أني بمن غنَّى بذكريَ مُرقِصُ
سترى متى استنفرتني وطلبتني
أنّي سأزهدُ عند ذاك وتحرصُ
وأقول فيك مقال طبٍّ صادقٍ
لا ما يقول الجاهل المتَخرِّصُ
فليعلم المتَقنِّصون بأنه
ما كل حينٍ يُطعم المتقنِّصُ