يا دهر كم تسبُكُ المُصَفَّى
من أنفسِ الناس والجُسومِ
عليك بالأكدرين ماءً
فصفِّهم غيرَ ما ملومِ
أوْ لا فأنت الظلومُ فيما
تأتي ولا خيرَ في الظَّلومِ
أنِبْ إلى قاسمٍ وإلا
فالله عَوْنٌ على الغشومِ
حَرِّمْ على النائباتِ لحْماً
منه زكيَّاً من اللحومِ
أنت متى نلتَ منه أهلٌ
لكل لَومٍ وكُلِّ لُومِ
فاقصدْ سواهُ ودعْ حِماهُ
فهو حِمَى الجودِ والعُلومِ
واصدِفْ عن الشُّمِّ آل وهْبٍ
أهل الندى الغَمْرِ والحُلومِ
ولا تَدَعْ مَنْ بغى عليهم
إلا لَقىً دائمَ الكلومِ
ذوي العلاء الخُصوص تُبنى
بُناه بالنائل العُمومِ
مُصحوْنَ مُسْتَمْطَرون سحَّاً
فهمْ غيوثٌ بلا غيومِ
جادوا وآفاقهم نِقاءٌ
ليس عليهنَّ من قُتومِ
ما شئتَ من أنجُمٍ وضاءٍ
ومُمطِراتٍ ومِنْ رُجومِ