قرأت في وجهك عنوانا

التفعيلة : البحر المنسرح

قرأتُ في وجهك عنوانا

آذَنني بالغَدْرِ إيذانا

تاللَّه أنْسَى ما ذكرتُ الصِّبى

بل ما ذكرتُ اللَّه لهفانا

يوم التقينا فتجهَّمتني

تجهُّم المديونِ دَيَّانا

وكيف أنسى ذاك مستيقظاً

ولست أنسى ذاك وسنانا

طلعتُ من بُعد فأوهمتني

أنك قد عاينت شيطانا

لاقيتَني ساعة لاقيتني

أثقلَ خلق اللَّه أجفانا

كأنما كنتَ تضمَّنت لي

رد شبابي كالذي كانا

أو طمَّ بحر الصين في طرفةٍ

أو كَسْحَ أَرونْدَ وثهلانا

أو كل ما لم يستطع فعله

عيسى ولا موسى بن عمرانا

يا حَسَنَ الوجه لقد شِنْتَهُ

فاضمم إلى حُسْنِك إحسانا

أنت مَلُول حائلٌ عَهْدُه

تصبغُك الساعات ألوانا

تَصْرمُ ذا الوصل وتُضْحِى إلى

من يجتوي وصلَك ظمآنا

حتى إذا واصلَ صارمْتَه

أو سُمْتَه صدّاً وهجرانا

وتستلينُ الدَّهْر ذا خُشنةٍ

فظّاً وتستخشن من لانا

وتعقِدُ الوعدَ فإنجازُه

خُلفٌ إذا إنجازهُ آنا

حتى إذا أنجزتَهُ مرة

مَنَنْتَهُ سراً وإعلانا

وما أحبُّ الواعدي مُخلفاً

كَلّا ولا الممتنَّ مَنّانا

حذَّرتني الناسَ فقد أصبحتْ

نفسيَ لا تألف إنسانا

أهنتني جداً فأعززتني

رُبَّ امرىءٍ عَزَّ بأن هانا


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

لم يزل للسكنجبين قرين

المنشور التالي

يا هل تعود سوالف الأزمان

اقرأ أيضاً