دَعِ الوقوفَ على الأطلال والدمَنِ
وذِكر جيرتكَ الغادين للظَّعنِ
وامدح فتى حظُّه من وفر ثَروته
كحظ ناظِرِه من وجهِهِ الحسنِ
كما يَرى الناسُ في يومٍ محاسِنَهُ
ما لا يَراهُنَّ بالمرآةِ في الزمن
كذاك حظُّهمُ من ماله ولهُ
أدنَاهُ إذ لا يرى في ذاك من غَبنِ
لا يشتري الحمدَ بل يُعطي اللُّهى هِبةً
لا حمدَ للمشتري في الجُود بالثمنِ
ممن يَرَى أنه لم يُعْطِ سائله
إلا إذا هو أَعفاه من المؤن
ولا يَرَى مَنَّه مَنَّاً على أحدٍ
حتى تحمَّل عنه مَحْمل المِنَن
من ذاك أضحى جميل الذكر متصلاً
به الثناء اتصالَ الروح بالبدنِ
يا ابنَ المُسيَّب خُذها مِدْحةً قصُرتْ
وطال فيها عناءُ الدهرِ والفطنِ
لها مَحاسنُ في الأسماعِ مُونقةٌ
تدعو الحسُودَ إلى الإصغاء والأَذنِ