أسومك ما يسوم العبد مثلي

التفعيلة : البحر الوافر

أسومُكَ ما يسومُ العبدُ مثلي

مَليكاً من بني الأملاك مثلَكْ

أسومُكَ أن تدرَّ عليَّ رزقي

وتنبذَ خِدمتي لتُبينَ فضلَكْ

وقد أغربتُ جِدَّاً في سُؤالي

لتُغربَ في العلا وأمنتُ بخلك

ولم أجهلْ هنالكَ جور حُكمي

ولكنّي عرفتُ هناكَ نُبلك

فإن تفعلْ فأنتَ لِذاكَ أهلٌ

وإن تمنع فلستُ ألومُ عدلك

ولستَ بعادمٍ ما دمتَ حياً

مديحكَ سالكاً في كل مسلك

حلفتُ بمن يَردُّكَ لي مَردّاً

كريماً إنه بالأمر أَمْلك

لئن أخفَى حِذاري عنكَ شخصي

لمَا أرسلتُ من كفَّيَّ حبلك

ولم أهربْ على ثقةٍ وعلمٍ

بأني إن رميتَ أفوتُ نَبلك

ولكنّي هربتُ على يقينٍ

بأنك مُغمدٌ في الحلم نصلك

وما بي رغبةٌ عن عبدِ عبدٍ

لديكَ وإن جعلتَ أذاي شُغلك

ولكني أصونُ عليك قدْرِي

ورُبَّ مصونةٍ لي فيكَ بل لك

وما لي أستخفُّ بقدْرِ نفسي

وقد أوطأتُها يومين رحْلك

وقد نبهتَها ورفعتَ منها

وشكّلَ قدرَها التشريفُ شكلك

وحَسْبِي رفعةً وعلوَّ قدْرٍ

بأني مرةً قبَّلْتُ رِجْلَكْ

فلا تسخط عليَّ ولا تُذِلني

وشبِّه بالمحاسن منكَ فِعلك

وصُنْ حُرَّاً بذلتَ لهُ العطايا

فقد شانَ ابتذالُك منه بَذْلك


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

يا من جلا دهرنا دجاه به

المنشور التالي

سبحان مجري الفلك والفلك

اقرأ أيضاً