قفا نجزى معاهدهم قليلا

التفعيلة : البحر الوافر

قفا نجزى معاهدهم قليلا

روت بدموعنا الربع المحيلا

تخوّنه العفاء كما تراه

فأمسى لا رسوم ولا طلولا

لقد عشنا بها زمناً قصيرا

نقاسى بعدهم زمناً طويلا

ومن يستثبت الدنيا بحال

يرُم من مستحيل مستحيلا

إذا ما استعرض الدنيا اعتبارا

تنحّى الحرص عنها مستقيلا

خليلَى بلغا العذّال انى

هجرت تجمّلى هجراً جميلا

وإني من أناس ما أحلنا

على عزم فأعقبنا نزولا

مآقينا وأيدينا إذا ما

همين رأيتنا نعصى العذولا

وقفت دموع عينى بعد سُعدى

على الأطلال ما وجدت مسيلا

على جفنى لسعدى فرض دمع

أقمت له به قلبى كفيلا

عقدت له الوفاء وإن عقدى

هو العقد الذى لن يستحيلا

وكم أخت لها خطبت فؤادى

فما وجدت إِلى عذرى سبيلا

أعاذلُ لست في شىء فأسهب

يدَ الملوين أو أقصر قليلا

فلم ترى مثل ما قلبى ألوفاً

ولم تر مثل ما أذنى ملولا

وعذل الشيب اولانى لو أنّى

أطقت وإن جهدت له قبولا

أجل قد كورت هذا الليالي

على ليلى زمانا لن تزولا

أتنكر داره لمّا علىّ

برين كرتبة الأثر النصولا

تعيّرنيذبولى أو نحولى

نسيت الذبل والخدّ النحيلا

كما أن الحفيش أبو وجيم

يعيرني بأن لست البخيلا

بقول منذر ليغض عنّى

يعد علوّ ذى كرم سفولا

متى وسعت لقصدي الأرض حتى

أبرز أو أنيل به جزيلاً

يقول به انخراق الكفّ جدّا

وكم خرق رقعت به منيلا

فحص خلل الأصابع منك واجهد

عسى أن لا يطوف ولا يبولا

بفحش إن مالك فوق مالى

تقايس ما يصان بما أذيلا

حكاك غبار ما أفناه بذلى

يباع ببعض ما يحوى كميلا

يحذرك الأحبة وقع كيدي

فليس بذاك مذعورا مهولا

سقطت الأحبة وقع كيدي

فطب نفسا ولا تفرق قبيلا

فإما أن أرعك بغير قصدى

فقدما روّع الفيل الأفيلا


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

يا ربع نكرك الأحداث والقدم

المنشور التالي

أساجية الجفون أكل خود

اقرأ أيضاً

يا نواسي توقر

يا نُواسيُّ تَوَقَّر وَتَجَمَّل وَتَصَبَّر ساءَكَ الدَهرُ بِشَيءٍ وَبِما سَرَّكَ أَكثَر يا كَبيرَ الذَنبِ عَفوُ ال لَهِ مِن…