هل تأمرين فأفتدي وأقيك

التفعيلة : البحر الكامل

هل تأمرينَ فأفتدِي وأقيكِ

لو كان فوق الروحِ ما يفديكِ

أمسيتُ أقلَقَ راقدٍ في مضجعٍ

وكذلكَ يمسي مَن يفكِّرُ فيكِ

مستعرضاً صوَرَ الهوى وفصولَه

من كلِّ ثاوٍ في النهى متروكِ

من محزنٍ مشجٍ ومن مستنهضٍ

جبلاً وَهَى من عزميَ المدكوكِ

وقديمِ سرٍّ في هواكِ كتمتُه

أبداً وآخرَ ظاهرٍ مهتوكِ

ولَرُبَّ آمالٍ عليكِ حبستُها

وخشيتُ لو تبدو قِتَالَ ذويكِ

كالطيرِ لو كانت تطيرُ لأسرعت

ظمآنةً نحو الحياة بفيكِ

أطلقتُها وفككتُ عنها قيدَها

حتى بلغتُكِ بالمنى المفكوكِ

فدنوتُ حتى إذ ضممتُكِ باكياً

وجعلتُ حولك هالةً تحميكِ

فإذا الخيالُ مكذَّبٌ وإِذا الفؤا

دُ معذَّبٌ عبثت به أيديكِ

ولقد مرضتِ فرحتُ أشقَى ذاكرٍ

يبكي لأجلكِ كلما ذكروكِ

جندُ السقامِ وتلك جندُك في الهوى

من أيّ عهدٍ أصبحت تغزوكِ

يا زهرتي لم أدرِ هل عَرَقُ الضنى

هذا عليكِ أم الندَى يعلوكِ

ولقد ظمئتِ فكدتُ أبذلُ مدمعي

لو كنتُ أعلم أنه يرويكِ

ووددت لو أنَّ الحياةَ تحولت

ماءً وإني ماءها أسقيكِ

لكنَّ تلك حياةَ صبٍّ بائسٍ

عَرَفَ الردى مما يكابدُ فيكِ

ملئت بكاء فاستحالت مُرّةً

فغدت كمثلِ الدمعِ لا تغنيكِ

رفقاً بمهجتي التي تدرينها

قفراً رماه الحظُّ من واديكِ

وَضَعَت بساحتِكِ الرجاءَ وأقسمت

بالحبِّ والإِخلاصِ لا تعدوكِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

أنت التي بعثت إلي خيالها

المنشور التالي

بالروح باكية تقبلني

اقرأ أيضاً