أنت حي برغمِ عاد الفناء

التفعيلة : البحر الخفيف

أنتَ حي برغمِ عادِ الفناءِ

لا يُصاغُ الرثاءُ للأحياءِ

هذه الهجرةُ التي عَزَّ معنا

ها على الآخرينَ والخلصاءِ

زورةٌ في معارجِ النور تلقى ال

وَحي فيها والشعرَ كالإسراءِ

مَن يقل ماتَ حافظٌ ضلَّ رأياً

البلى لا يكونُ للشعراءِ

لا تقولوا قَضَى ولا تندبوه

هذه رجعةُ الغريبِ النائي

إنما الشاعرُ العظيمُ غريبٌ

في ديارِ الأجدادِ والآباءِ

جَسَدٌ في الثرى وروحٌ شريدٌ

في الأعالي محلِّقٌ في السماءِ

ولقد رُدَّ ذا الغريب عن

الدنيا إلى أصلِه في الجوزاءِ

كيف يفنى من عَطَّرَ الخلدُ

برديه وفي شعرهِ نسيجُ البقاءِ

إيهِ يا خدنَ مصطفى كاملٍ

والعَهدُ عهدُ الخطوبِ والإيذاءِ

وصديقاً لا ينثني ووفياً في

الزمانِ الضنينِ بالأوفياءِ

وشقِيَّا ينسى تَفَاقُمَ بلواه

ويبلَى لغيره في الشقاءِ

وفقيراً يرى الغنَى والأماني

في اعتصامِ النفوس بالكبرياءِ

إذا العبقريُّ رامَ أمراً تَوَخَّى

سُبُلاً فوقَ قدرةِ الأقوياء

ورأى السقمَ علةَ الواهي الخا

ئف والبؤس حجة الضعفاءِ

أتراهم في ذروة الخلدِ فوا

لك عنا الجديدَ في الأنباءِ

حومةُ الموتِ استصرخت

مصطفى الثاني فأبلى بها أجلَّ البلاءِ

واللواءُ الخصيبُ كم زادَ حبَّا

فانثنَى ظافراً عزيزَ اللواءِ

طالعاً مطلعَ الهلالِ إذا ما

لاحَ في جنحِ ليلةٍ قمراءِ

انطوى ذلكَ البساطُ الذي

مُدَّ وفُضَّت مجالسُ الندماءِ

وليالي الصفاء تمضي عجالاً

والمنايا بالموتِ غيرُ بطاءِ

وحبيبٌ يمرُّ إثرَ حبيبٍ

ليتَ شعري ما بعدَ هذا الثناءِ

والنوى كالردَى عذابٌ ولكن

يمسكُ القلبُ حُلمَه باللقاءِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

هذه دارها فلا تدعاني

المنشور التالي

ذهب الشباب فجئت بعد ذهابِه

اقرأ أيضاً