ماذا عليه إذا عصاه لسانه

ماذا عليه إذا عصاه لسانُه

الدمعُ أفصَحَ حين عيَّ بيانُه

هذي الدموعُ قصيدةٌ جادتْ بها

للباذلين دماءَهم أجفانه

فصدورُها جاشَتْ بها حُرَقُ الأسى

في صدرِه وَرويُّها أرنانه

اليوم ذكّرنا (الحسينَ) بكربلا

تبكي عليه مجندلاً نسوانه

وَأعاد (عثمان) الشهيدَ مضرجاً

بدمائِه يبكي له قرآنه

بأبي وَأمي الباذلين نفوسَهمْ

من كلِّ ثبْتٍ من الخطوب جنانه

أفديهمُ بدمي وَقلَّ لهم دمي

لكنّه لجميلِهم عرفانه

سفرُ القضيةِ لم يزلْ غفْلا إلى

أنْ خطَّ بالدم منهمُ عنوانه

إنَّ الشهيدَ عَلَى الجذوعِ أجلّ من

(كسرى) إذا ما ضَمَّه إيوانه

وَطني تَقَدَّسَ في الورى استقلالُه

شهداؤنا وَدماؤهم قربانه

فتعطَّرتْ بنفوسِهم أجواؤه

وَتخضَّبتْ بنجيعهم قيعانه

دمعُ الثكالى كان لؤلؤَ تاجِه

وَدماءُ من نبكيهمُ مرجانه

ولقد عجبتُ لمنْ يحاولُ هَدْمَه

وَعَلَى الجماجمِ وُطِّدَتْ أركانه

إنْ زلّ بعضُ الشيب من قطّانِه

فلسوف يغسل عارَهم شبانه

وَطنٌ (أبو الحفص) أقام عماده

كم نال أسباب السما بنيانه

قد كان (سيف الله) من أسيافِه

(وأبو عبيدة) الأمينُ أمانه

رَيانةٌ بدمِ الكرامِ أصولُه

لِمْ لا تكون بواسقاً أغصانه

أَفَتى الشآمِ وَهَلْ سواك لها إذا

شمسَ الزمانُ بنا وَعزّ ليانه

بيديْك تحريرُ البلادِ أَمانةً

فعليكَ ليس عَلَى سِواكَ ضمانه


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

إِن الذين تجافى عنهم الشرف

المنشور التالي

اعكف على جدث في عدوة الوادي

اقرأ أيضاً