يا ليتني لما شرب

يا ليتني لَمَا شرب

تُ الكأءَ صِرْفاً لم أثَنِّ

أو ليتني لَمّا انتشي

تُ من المدامةِ لم أغَنِّ

أو أنَّني لَمّا وَرد

تُ صدرتُ قبل نضوبِ دنّي

أَو أنَّني لَمّا ارتوي

تُ تركتُ شيئاً للتمنّي

بل ليتني لَمّا شمع

تُ الوردَ لم أقطفْ وَأجْن

أو ليتني لم أنتقلْ

في الروضِ من غصْنٍ لغصن

فَلَقَدْ جريتُ معَ الشبا

بِ مشمِّراً ثوبي وَردني

وَطويتُ كَشْحاً عَنْ مقا

لةِ عاذلٍ وَسددتُ أُذني

ما كان أحوجني عَلى

خوضِ الغمار إلى التأنّي

لم أنتفعْ يوماً بمل

مي في العواقب أو بظنّي

حتى صحوتُ قرعتُ من

ندمٍ عَلى الإِسرافِ سِنّي

لكنَّني ما زلتُ من

سحرِ الجمال أصوغ لجني

لي في مواكبِه فؤا

دٌ ضعتُ منه وَضاع منّي

كَمْ بتُّ رهنَ هواه في

كفِّ الجمالِ وَبات رهني

وَروَيتُ عنه من الرَّوا

ئعِ ما رواه النّاسُ عنّي

وَملأْتُ عيني منه حتّى

لا يطيق الغمضَ جفني

وَنعمتُ من أفيائِه

وَظلالهِ بجنانِ عدن

ملكٌ وَمن عجبٍ له

في كل نفسٍ سحرُ جنّي

ويشوقني أنْ أجتلي

ه عَلى التمنُّعِ والتجنّي

وكأنَّ شوقي حين لا

يشفي بصدري نار ضغن

الحلوُ يجرح والدلا

لُ عَلى ملاحتِه يعنّي

وكرامةً لسهامِه

نَحَّيْتُ عن قلبي مجنّي

فإذا بقلبي بيت نا

رٍ وَهو محرابي وَركني

فجعلته ليَ قِبلةً

وَلوجهِهِ أخلصتُ فنّي


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

من وراء السحب فوق البح

المنشور التالي

قالت شهدت القوم ذا

اقرأ أيضاً

كلانا فاقد أما

كِلانَا فَاقِدٌ أُمَّا وَمَفْطُورُ الحَشَى غَمَّا أَرَأَفَتْ هَذِهِ الدُّنْيَا لَنَا فِي رَاحِهَا سُمَّا وَهَلْ أَبْقَتْ لِذِي حُلُمٍ بِهَا…