لا تنكري جزعي وفرط تفجعي

لا تنكري جزعي وَفرطَ تفجّعي

حلّ الذي أخشاه فانتحبي معي

خطبٌ أَلمَّ فكلُّ قلبٍ واجف

فرقاً وَجنب لا يقر بمضجع

أَصمى من الإسلام حبةَ قلبه

فانهدَّ منه كلُّ ركنِ أَمنع

والبيتُ ضاق به وَنفسُ (محمد)

بالقبرِ باتتْ وَهي ذاتُ توجّع

مَنْ لي بأَنْ أَرد المدينة حاسرا

أَحثو التراب لدى الضريح الأرفع

اعززْ عليَّ (أبا الحسينِ) بمصرعٍ

لك والمهيمن لا يقاس بمصرع

ما زلتُ مذ وَضعوا فراشك خائفاً

داني الأكفّ من الحشا والأضلع

حتى إذا طرق النعيُّ تحشرجتْ

نفسي بصدرٍ بالأَسى متقنع

رفقاً بسمعي أيها الناعي فَقَدْ

أوقرته من حيث أَنك مسمعي

يممْ بمن تنعاه لي (أُمَّ القرى)

واجمعْ من الأَحياءِ كل موزّع

وأرفعْ عقيرةَ ذي عويل ناعياً

أركانَ فهر فالعماد لقد نعي

ساروا به وَطوائفُ الأَملاكِ إث

رَ النعشِ بين مشيّعٍ ومودع

والناسُ مبهوتون بين محملقٍ

بالنعشِ أَو مستعبرٍ مسترجع

والمرضعاتُ ذهلن عمّا أَرضعتْ

وحسرن عن خدِّ الذليل الأَضرع

حتى إذا لحدوه قامتْ ضجةٌ

كالرعدِ للملاءِ العليِّ الأرفع

آبوا وللدينِ الحنيفِ من الأسى

آهاتُ ذي شجنٍ وَأَنَّهُ موجع

والفضلُ بات عَلَى ثراه جاثياً

متوهج الأَحشاءِ هامي الأَدمع

واهاً لجثمان الإمام موسعاً

تحت الجنادل بالمكانِ البلقع

أَين الوفودُ ببابه يتدهد هو

ن إلى الحظيرةِ كالحمام الوقَّع

فإذا بدا غضّوا الجفونَ وَخَفَّضوا

من صوتِهمْ إلا إشارة أصبع

ما عاد منهم وافدٌ إلا من أمر ال

دين والدنيا بذخر أنفع

مالي إذا ذكرُ الإمامُ اعرورقتْ

عينايَ حزناً بالدموع الهمَّع

وَمشى بصدري الهمُّ واتقدتْ أَسى

لي غلةٌ بالدمع لمّا تنقع

خُتِمَتْ بمصرعِه الخطوبُ فأَصبحتْ

للكارثاتِ قلوبُنا لم تجزع


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

عج بالمطي على قبر ببلقعة

المنشور التالي

ومعهد بأس زرت والليل دامس

اقرأ أيضاً

أعد الناس للعيد

أَعَدَّ الناسُ لِلعيدِ مِنَ اللَذّاتِ أَلوانا وَأَعدَدتُ مَعَ الدَمعِ لَهُ راحاً وَرَيحانا فَيا مَن تَسمَعُ الدُنيا إِذا ما…