نَوَوْا سَفَراً عنّي الغَداةَ وأزْمَعوا
فيا لَيْتَ شِعْري بعْدَهُمْ كيفَ أصْنَعُ
ويا لائِمِي أكْثَرْتَ في اللّوْمِ فاتّئِدْ
فهَذِي رُقىً في علّتي ليْسَ تَنْفَعُ
لغَيْرِ جُفوني قُلْ إذا كُنْتَ قائِلاً
سَحابةُ صيْفٍ عنْ قَريبٍ تقَشّعُ
وما لِيَ لا أبْكي بعيْنٍ قَريحَةٍ
على فُرْقَةِ الأحبابِ تهْمي وتَهْمَعُ
فؤاديَ أعْيَ صدْعُهُ كلَّ جابِر
وهلْ جُبِرَتْ ياقوتَةٌ تتصدّعُ
لَضَيّعْتُ قَلْبي ثمّ أصْبَحْتُ ناشِداً
وقدْ قِيلَ أوْلَى بالخَسارِ المُضَيِّعُ
أبوحُ بما أُخْفي وليْسَ بنافِعي
ولكِنّها شَكْوَى الى اللّهِ تُرْفَعُ
أمالِكَ رِقّي كمْ أرانيَ في الهَوَى
أذِلُّ كَما شاءَ الغَرامُ وأخْضَعُ
وهَبْ أنّني أذْنَبْتُ والعَبْدُ مُذْنِبٌ
فَلِي حسَناتٌ في ذُنوبيَ تشْفَعُ
وِدادِي كمِثْلِ العنْبَرِ الوَرْدِ نفْحَةً
إذا أحْرَقَتْهُ جَفْوَةٌ يتضوّعُ
ورأيُكَ بيْنَ الحِلْمِ والحُكْمِ واقِفٌ
على أنّ بابَ الحِلْمِ عندَكَ أوْسَعُ
أُعاتِبُ دهْري أمْ أكُفُّ فإنّما
هوَ اللهُ يُعْطي ما يَشاءُ ويمْنَعُ
أُسَلِّمُ أمْري في الوُجودِ لعالِمٍ
أحاطَ بأَمْري منْهُ مرْأىً ومَسْمَعُ
سأرْفَعُ أمْري للخَليفةِ يوسُفٍ
فيَحْكُمُ بالحَقِّ المُبينِ ويَصْدَعُ
شِهابُ هُدىً يجْلو الدُجنّة نُورُه
ولُجّةُ جودٍ موْجُها يتدَفّعُ
ولِلّهِ منْ غيْثٍ ولَيْثٍ ومَعْقِلٍ
لمَنْ يجْتَدي أو يعْتَدي أوْ يرَوَّعُ
وديوانُ مجْدٍ قدْ تَواتَرَ نقْلُهُ
حَديثُ المَعاني عنْهُ يُرْوَى ويُسْمَعُ
إذا انتُضِيَتْ آراؤهُ وسُيوفُه
لحَرْبٍ فقُلْ أيُّ الحُسامَيْنِ أقْطَعُ
وإنْ وَقَفَتْ في حادِثٍ عَزَماتُه
فقدْ أمِنَ الإسْلامُ ما يُتَوقَّعُ
سبَقْتَ كما اسْتَوْلى الجَوادُ علَى المَدى
فَلا سابِقٌ في شأوِ مجْدِكَ يطْمَعُ
وأنْتَ حُسامُ المُلْكِ ناصِرُهُ الذي
تَذودُ العِدَى عنْ جانِبَيْهِ وتَمْنَعُ
ومِثْلُكَ يُرْجى للقَبولِ وللرِّضى
وعنْدكَ أيضاً للصّنيعة موْضِعُ