وَدَّعْتُ مِنْكَ فُؤَادِي يَوْمَ تَرْحَالِي
فَلاَ تَسَلْ بَعْدَ ذَاكَ الْيَوْمِ عَنْ حَالِي
جَارَ الزَّمَانُ عَلَى ضَعْفِي وَأَرْخَصَ مَا
قَدْ صُنْتُهُ قَبْلَهَا مِنْ دَمْعِيَ الْغَالِي
لاَ الْمَاءُ بَعْدَكَ مَاءٌ حِينَ أَشْرَبُهُ
وَلاَ الطَّعَامُ طَعَامٌ حِينَ يُدْنَى لِي
وَلاَ يَلّذ حَدِيثُ النَّاسِ فِي أُذُنِي
وَلاَ يَجُولُ جَمَالُ الْكَوْنِ فِي بَالِي
قَدْ كُنْتَ أَهْلِي وَمَالِي وَالشَّبِيبَةَ لِي
فَلاَ شَبَابِي وَلاَ أَهْلِي وَلاَ مَالِي
ضَرَائِرُ الدَّهْرِ سَارَتْ عَنْ دِيَارِكَ لَوْ
لاَ الضَّرُورَةُ لَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِي
قَالُوا سَلاَ حَرَّكَتْ أَشْوَاقَه فَسَلاَ
وَاللَّهِ مَا كُنْتُ يَوْماً عَنكَ بِالسَّالِي
إِنْ كَانَ لِي بَعْدَ بُعْدِي عَنْكَ مِنْ أَمَلِ
إِلاَّ لِقَاؤُكَ لاَ بُلِّغْتُ آمَالِي