عَرَصَاتُ دَارِكَ لِلضِّيَافِ مَبَارِكُ
وَبِضَوْءِ نَارِ قِراكَ يُهْدَى السَّالِكُ
وَنوَالُكَ الْمَبْذُولُ قَدْ شَمَلَ الْوَرَى
طُرّاً وَفَضْلُكَ لَيْسَ فِيهِ مُشَارِكُ
قُلْ لِلَّذِي قَالَ الْوُجُود قَدِ انْطَوَى
وَالْبَأَسُ لَيْسَ لَهُ حُسَامٌ فَاتِكُ
وَالْجُودُ لَيْسَ لَهُ غَمَامٌ هَاطِلٌ
وَالْمَجْدُ لَيْسَ لَهُ سَنَامٌ بَاتِكُ
جَمَعَ السَّجَاحَةَ وَالرَّجَاجَةَ وَالنَّدَى
وَالْبَأَسَ وَالرَّأَيَ الأَصِيلَ مُبَارَكُ
لِلدِّينِ وَالدُّنْيَا وَلِلشِّيَم الْعُلَى
وَالْجُودِ إِنْ شَحَّ الْغَمَامُ السَّافِك
عِنْدَ الْهِيَاج رَبِيعةُ بْنُ مُكَدَّمٍ
فِي الْفَضْلِ وَالتَّقْوَى الْفُضَيْلُ وَمَالِك
وَرِثَ الْجَلاَلَةَ عَنْ أَبِيهِ وَجَدِّهِ
فَكَأَنَّهُمْ مَا غَابَ مِنْهُمْ هَالِكُ
فَجِيَادُهُ لِلآمِلِينَ مَرَاكِبُ
وَخِيَامُهُ لِلْقَاصِدينَ أَرَائِكُ
فَإِذَا الْمَعَالِي أَصْبَحَتْ مَمْلُوكَةً
أَعْنَاقُهَا بِالْحَقِّ فَهْوَ الْمَالِكُ
يَا فَارسَ الْعَرَبِ الَّذِي مِنْ بَيْتِهِ
حَرَمٌ لَهَا حَجٌّ بِهِ وَمَنَاسِكُ
يَا مَنْ يُبَشِّرُ بِاسْمِهِ قُصَّادُهُ
فَلَهُمْ إِلَيْهِ مَسَارِبٌ وَمَسَالِكُ
أَنْتَ الَّذِي اسْتَأَثَرْتُ فِيكَ بِغِبْطَتِي
وَسِوَاكَ فِيهِ مَآخِذُ وَمَتَارِكُ
لاَزِلْتَ نُوراً يُهْتَدى بِضِيائِهِ
مَنْ جَنّهُ لِلرَّوْعِ لَيْلٌ حَالِكُ
وَيَخُصُّ مَجْدَكَ مِنْ سَلاَمِي عَاطِرٌ
كَالْمِسْكَ صَاكَ بِهِ الْغَوَالِي صَائِكُ