لم أَعتَذِرْ للبئر حين مَرَرْتُ بالبئرِ،
استَعَرْتُ من الصَّنَوْبَرة العتيقةِ غيمةً
وعَصَرْتُها كالبرتقالةِ، وانتظرتُ غزالة
بيضاءَ أسطوريَّةً. وأَمَرْتُ قلبي بالتريّث:
كُنْ حياديّاً كأنَّكَ لَسْتَ مني! ها هنا
وقف الرُّعاةُ الطيِّبون على الهواء وطوَّروا
الناياتِ, ثم استدرجوا حَجَلَ الجبال إلى
الفخاخ. وها هنا أَسْرَجْتُ للطيران نحو
كواكبي فَرَساً، وطرتُ. وها هنا قالت
لي العرَّافةُ: احذرْ شارع الإسفلت
والعرباتِ واُمشِ على زفيرك. ها هنا
أرخيتُ ظليِّ وانتظرتُ, اُخْتَرْتُ أَصغرَ
صخرةٍ وَسَهِرْتُ. كَسَّرْتُ الخرافة وانكسرتُ.
ودُرْتُ حول البئر حتى طِرْتُ من نفسي
إلى ما ليس منها. صاح بي صوتٌ
عميقٌ: ليس هذا القبرُ قَبركَ, فاعتذرت.
قرأت آيات من الذكر الحكيم, وقُلْتُ
للمجهول في البئر: السلام عليك يوم
قُتلتَ في أَرض السلام، ويَوْمَ تصعَدُ
من ظلام البئر حيّا!
اقرأ أيضاً
خذ المرآة واستخبر نجوما
خُذِ المِرآةَ وَاِستَخبِر نُجوماً تُمِرُّ بِمَطعَمِ الأَريِ المَشورِ تَدُلُّ عَلى الحِمامِ بِلا اِرتِيابٍ وَلَكِن لا تَدُلُّ عَلى النُشورِ
أنا من أسلفت خيراً وتواني
أنا من أسلفت خيراً وتواني زد جميلاً واقبل العذر امتنانا علم اللَه ضميري لم يزل وافياً لكن سوء…
نفسوا كربي وداووا عللي
نَفِّسوا كَربي وَداوُوا عِلَلي وَاِبرِزوا لي كُلَّ لَيثٍ بَطَلِ وَاِنهَلوا مِن حَدِّ سَيفي جُرَع مُرَّةً مِثلَ نَقيعِ الحَنظَلِ…
من الجآذر في زي الأعاريب
مَنِ الجَآذِرُ في زِيِّ الأَعاريبِ حُمرَ الحُلى وَالمَطايا وَالجَلابيبِ إِن كُنتَ تَسأَلُ شَكّاً في مَعارِفِها فَمَن بَلاكَ بِتَسهيدٍ…
أيا زينة الدنيا وجامع شملها
أَيا زينَةَ الدُنيا وَجامِعَ شَملِها وَمَن عَدلُهُ فيها تَمامُ بَهائِها وَيا شَمسَ أَرضيها الَّتي تَمَّ نورُها فَباهَت بِهِ…
وليلة بضة الأطراف بت بها
وَلَيلَةً بَضَّةَ الأَطرافِ بِتُّ بِها وَالبَدرُ مُعتَنِقي وَالبَدرُ قَد هَجَرا وَبَينَنا رِشَفاتٌ كانَ مَوقِعُها كَمَوقِعُ العَفوِ مِمَّن ظَلَّ…
لعمرك ما ليث بخفان خادر
لعَمرُكَ ما لَيثٌ بِخَفّانَ خادِرٌ بِأَشجَعَ مِن بِشرِ اِبنِ عُتبَةَ مُقدِما أَباءَ بِشَيبانَ الثُؤورَ وَقَد رَأى بَني فاتِكٍ…
حنين إلى نسيان
ظلام . وقعتُ عن السرير ممسوساً بسؤال : أَين أنا ؟ بحثت عن جسدي فأحسستُ به يبحث عني…