شادنا ظبية توأمان

التفعيلة : حديث

مساءاً , على نَمَش الضوء ما بين
نهديك , يقتربُ الأُمسُ والغدُ مَنَّي .
وُجِدْتُ كما ينبغي للقصيدة أَن تُوَجَدَ….
اُلليلُ يُولَدُ تحت لِحَافِك , والظلُّ
مُرْتَبِكٌ هنا وهنالك بين ضفافك
والكلماتِ التي أَرْجَعَتْنا إلى نَبْرِها :
((وضعتُ يميني على شَعْرها
وشِمالي على شادِنَيْ ظَبْيَةٍ توأمين
وَسِرْنا إلى لَيْلنا الخاصِّ…))
هل أَنتِ حقاً هنا ؟ أَم أَنا
عاشقٌ يتفقَّدُ أَحوالَ ماضِيهِ ؟
نامي على نفسك المطمئنَّةِ بين
زُهُور الملاءات . نامي يداً فوق صدري
وأُخرى على ما سيَنْبُتُ من زَغَبٍ لِفِراخ
اليمامات. نامي كما ينبغي للحديقة من
حولنا أَن تنام… امتلأنا بأَمسِ ,
امتلأنا بوسواس جيتارةٍ لا سرير لها.
يا لها… مِنْ فَتَاةٍ خُلاَسيَّةٍ تبعت ظلَّها .
يا لها … من هياجٍ يُمزِّقُ ما يتناثر من
وَرَقِ الورد حول السياج . فنامي
على نَفَسي نَفَساً ثانياً قبل أَن يفتح
الأَمسُ نافذتي كُلَّها . ليس لي طائرٌ
وطنيٌّ’ ولا شَجَرٌ وطنيٌ’ ولا زَهْرَةٌ
في حديقة منفاك . لكنني – ونبيذي
يُسافِرُ – أُقاسِمُكِ الغَدَ والأَمس .
لولاك لولا الرذاذُ الذي يتلألأ في نَمَش
الضوء ما بين نهديك , لانحرفتْ لُغتي
عن أُنوثتها. كم أَنا والقصيدة أُمُّك,

واُبناك , نغفو على شَدِنَيْ ظَبْيَةٍ
تَوْأَمَيْن !


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

غيمة من سدوم

المنشور التالي

سوناتا III

اقرأ أيضاً