ما جد السعي أتاه ما سعى له

التفعيلة : بحر الرمل

ما جدُ السعي أتاه ما سعى لَهْ

ومُعانٍ طلبَ العزَّ فنالَهْ

وجوادٌ أطلقتْ أرساغَهُ

هممٌ تُبدِلُ بالريثِ العجالَهْ

فجري لم تَثنه دونَ المدى

سعةٌ الشوطِ ولا ضيقُ المجالَهْ

كلّما طال به ميدانُهُ

تمّ بالبعد وأجرَى في الإطالَهْ

ناشداً من حقّه عازبةً

ردّها اللهُ على طول الضلالَهْ

فانتهى والريحُ في أعقابه

حَيرَةً تسألُ مُجريها الإقالَهْ

يا بني أيوبَ بُشرَى أعظمٍ

لكُمُ من فوقها الأرضُ مُهالَهْ

وهَنَا أسلافَكم ما أعقبتْ

تلكم الأصلابُ من هذي السلالَهْ

بعميدِ الرؤساءِ اعتدلتْ

لكُمُ أعمدةُ المجد الممالَهْ

لم تزل مُديتُه حافرةً

في الكُدَى حتى صفَت هذي الزَّلالَهْ

رجعَ الحقُّ إلى أربابه

واحتبى في داره يعرفُ آلَهْ

يشكر الأقدارَ في أوبته

ويذمُّ البعدَ فيما كان عالَهْ

أنحلتْه بعدكم كلُّ يدٍ

لم تكن تُحسن في الغصب انتحالَهْ

جهلَت قدرَ معانيه فقد

رضِيتْ منه بأسماءٍ مُحالَهْ

أبصر القادرُ لمّا ردَّها

فيكُمُ أنّ الهدى فيما بدا لَهْ

ورأى أنوارَها من ظلِّكمْ

بعدَ بيت الجوْر في بيت العدالَهْ

والإمام المجتلَى من قبله

كنتُمُ أولى به ممن عنا لَهْ

لم تكونوا كالذي دبّ له

خَمَراً في مُلكه حتى أزالَهْ

ورأى القائمُ بالأمر غداً

أنكم أنصر أعضاداً وآلَهْ

عجمَ الناسَ فكنتم دونهم

يدَه تحمِلُ سيفاً ورِحالَهْ

فاجتبى منكم فتىً أيَّ فتىً

شفع الأصلَ بحزمٍ وأصالَهْ

لحِقَ العرقَ وزادت خطوةٌ

منه أعطتْ فوق ما تُعطي الفُضالَهْ

بأبي طالبَ ترتاحُ غداً

دولةٌ من ظاهرِ الجورِ مذالَهْ

يا وزير الخلفاء انهض بها

مثلما تنهض بالسيف الحِمالَهْ

كيف لا يشتاق أن تملأه

مجلسٌ وجهُك بدرٌ وهو هالَهْ

موقفٌ أنت أخوه وابنه

غلبَ الناسُ عليه بالجهالَهْ

رتبةٌ لم تقتعدْها غَلطاً

ومُقامٌ لم ترثْه عن كَلالَهْ

تجمُلُ الدنيا ومن فيها به

وعلى ذاك لقد كنت جمالَهْ

وهنيئاً لبسةٌ فضفاضةٌ

ذيّلوها لك من غير إذالَهْ

لبِسةٌ سوداءُ عباسيّة

تنطِق الروعةُ منها والبسالَهْ

من أديم الليل قُدّتْ هيبةً

لا ظلاماً ووقاراً لا ضلالَهْ

أطلع الأفقُ على دَيجورِها

شمسَه وجهَك والتبرَ هلالَهْ

خُلقتْ لونَ الشبابِ المشتهَى

وحكت خَطرتَه فيك وخالَهْ

وأعزّوها بأخرى وصَفتْ

روضَ وعساءَ جرى الماءُ خِلالَهْ

ترجِع الأبصارُ من أوطارها

حَيرةً عن قبَسٍ أو عن ذُبالَهْ

يمتريك الشكُّ في راصعها

أجْمدَ العسجدَ فيها أم أسالَهْ

ومنيفٌ لاحقيّ لو عطا

عُنْقَه يمسح بالطود لطالَهْ

نفضَ الرَّوسُ على أعطافه

صِبغةً لم تتعقّبها استحالَهْ

لا يَمسُّ الأرضَ إلا غلطاً

غيرَ أن يُعلِقَ بالترب نعالَهْ

نصَحَتْه مقلتَا جازئة

آنستْ بالرمل سهماً وحِبالَهْ

ومصيخان على نائية

بخفيّ الجَرْسِ حتى يوضِحا لَهْ

عجِبَ الناسُ وقد أُمطِيتَهُ

من غزالٍ فوقه وجهُ الغزالَهْ

مَنِحٌ كنتُ أرى آثارَها

بخفيّ الحدْسِ أو وحي الدلالَهْ

وانسكاب المزن من حيث انبرت

شقق البرق خِطافاً ومَخالَهْ

فتملّ العزّ واسحب ذيلَهْ

وارتبع روضتَه واسكن ظِلالَهْ

خطوةٌ ما للمنى من بعدها

مرتقىً يعطى سموّاً واستطالَهْ

وإذا لم يك أمر زائداً

فأدام الله هذا وأطالَهْ

وانطوى الدهر على أعقابه

والقضايا وهي لم تقض انتقالَهْ

وانتحال المدح يسرِي راكباً

كلَّ فتلاء ضمورٍ في الرحَالَهْ

دقّ فاستصعب ما تحملُهُ

وهي تحت الحِمل بزلاءُ جُلالَهْ

فاتت القولَ وزادت قدرةً

وقُوىً أن وجدت فيك مقالَهْ

للتهاني كلّ يومٍ فوقها

طارقٌ يوسع للشعر مجالَهْ

يجتليها منك كفءٌ عارفٌ

يأخذ القولَ ويعطينا فعالَهْ

يُسمِنُ العِرضَ ويُضوِي كفَّه

وحبيبُ العِرض من أبغضَ مالَهْ

فتغنَّمها وخذ من رزقه

حُلوَهُ المأكولَ عفواً وحلالَهْ

واحتمل من هذه تقصيرَها

ربّما كانت مع الطَّوْل الإطالَهْ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

يذنب دهر ويستقيل

المنشور التالي

يا دار ما أبقت الليالي

اقرأ أيضاً

صناديق

وَضعُنـا وَضْـعٌ عَجيبْ ! هكـذا .. نَصحـو فَيصْحـو فَوقَنـا شـيءٌ مُريبْ . وَعلى الفـورِ يُسمّينا “الأحبّـاءَ” وفـي الحـالِ…